الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
استمرارعروض أفلام المسابقة الرسمية بمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية: "وداعا كارمن يتميز و"كري كري" يعجز عن التنافس

  ملصقا فيلمي "وداعا كارمن" و"كري كري"   

عرض مساء أمس ضمن أفلام المسابقة الرسمية لمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية فيلم "وداعا كارمن"، والذي عرف تجاوبا كبيرا من طرف الجمهور الحاضر بالمركب الثقافي بخريبكة، الذي كان يقاطع مشاهد منه بالتصفيق…
فيلم محمد أمين بنعمراوي "وداعا كارمن" الجميل مبني على خلفية تاريخية وسياسية هي سنوات السبعينيات بكل ماكانت تحمله من عنف ورغبة في التغيير أُحبطت ...وخصوصا سنة 1975  ، سنة موت فرانكو وإعلان المغرب من خلال الملك الراحل الحسن الثاني عن عزمه استرجاع الصحراء. وإذا كانت هذه هي الخلفية التي مررها بوعمراوي من خلال استخدامه لصوت الراديو الذي يأتينا في خلفية الصورة وكأننا به يعلق على الأحداث،  وفي التلفزة أيضا من خلال خطب الحسن الثاني والإعلان عن موت فرانكو وغيرها من الأحداث، فإن   المستوى الآخر للفيلم يتجلى في معاناة الطفل عامر من عنف خاله بعد أن تركته أمه وهاجرت إلى الخارج، ولم يكن يخفف من ثقل ومأساة هذه المعانات سوى اكتشافه لسحر الفرجة السينمائية بقاعة للسينما تشرف عليها إسبانية تدعى كارمن ستتطور علاقة الصداقة بينها وبين الطفل بالتدريج ، لكنها تضطر لمغادرة المغرب بعد اشتداد العداء ضدها وضد الإسبان عموما بعد موت فرانكو والإعلان عن المسيرة الخضراء..."وداعا كارمن" فيلم حميمي ومليء بالأحاسيس، ويذكرنا في كثير من لحظاته بفيلم "سينما باراديسو" للمخرج الإيطالي جوسيبي تورناتوري، خصوصا تلك المشاهد التي تدور داخل قاعة السينما وأمام بابها.
من بين الأفلام الأخرى التي عُرضت أمس بخريبكة ضمن المسابقة الرسمية فيلم "كري كري" للمخرج التشادي محمد صالح هارون. يتابع المخرج شخصية "كري كري" الذي يعاني من شلل في إحدى  رجليه ، الأمر الذي لا يمنعه من مواصلة حلمه كي يصبح راقصا محترفا ممارسا ، في انتظار ذلك ، هوايته هاته داخل مرقص ليلي، حيث تنشأ بينه وبين فتاة ليل علاقة حب جارف…ويبدو أن هذا الفيلم قد يكون من الأفلام الأكثر كلفة إنتاجية مقارنة بالأفلام الإفريقية الأخرى المعروضة بخريبكة… وقد شارك الفيلم في المسابقة الرسمية للدورة الأخيرة لمهرجان "كان" السينمائي، لكن أفلاما مشاركة في المسابقة الرسمية بخريبكة بدت أهم منه فنيا وجماليا، الأمر الذي يطرح أكثر من تساؤل عن المعايير التي تضعها المهرجانات الكبرى ومن بينها "كان" لاختيار أفلام والتغاضي عن أخرى تكون ربما أكثر سينفيلية وتتناول بجدية قضايا وهموم البلد الذي ينتمي إليه صاحبها، أو فقط الهموم الشخصية لصاحبها بغض النظر عن انتمائه القطري واضعة الشرط الإنساني كأهم هدف لها…

عبد الكريم واكريم-خريبكة-المغرب