الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
“الصوت الخفي” و “وداعا كارمن”.. رهان السينما المغربية في مهرجان خريبكة

  ملصق فيلم "الصوت الخفي"   

توقع السينما المغربية حضورها في الدورة 17 لمهرجان خريبكة للسينما الافريقية من خلال فيلمين طويلين هما “الصوت الخفي” لكمال كمال و “وداعا كارمن” لمحمد أمين بنعمراوي.
ويبدو اختيار هذين الفيلمين للمنافسة على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان، وخصوصا الجائزة الكبرى “عثمان سمبين”، التي تحمل اسم أحد الرموز السينمائية للقارة الافريقية، مستحقا بالنظر الى الترحيب الذي قوبلا به أثناء عرضهما في عدد من المهرجانات.
وكان فيلم “الصوت الخفي” و “ووداعا كارمن” وراء صنع أقوى اللحظات السينمائية التي وثقتها الدورة المنصرمة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، حيث رشحهما النقاد والاعلاميون للصعود الى منصة التتويج، وهو ما صدقته النتائج. فقد حصد كمال كمال الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة، وجائزتي الموسيقى والصوت، بينما نال الشاب الواعد جائزة أفضل عمل أول وجائزة أحسن دور رجالي ثانوي، قبل أن ينتزع الجائزة الكبرى لمهرجان الناظور.
ويعد “الصوت الخفي” الذي افتتح المسابقة الرسمية للمهرجان، أمس الأحد، ثالث الأفلام الطويلة لكمال كمال بعد “طيف نزار” (2002) و “السمفونية المغربية” (2006)، أما بنعمراوي، فقد سطعت مواهبه الإخراجية من خلال مجموعة من الأفلام القصيرة التي قدمته للجمهور والوسط السينمائي المغربي، بعد دراسته ببلجيكا، وخصوصا فيلمه “سلام وديميتان”.
يرفع كمال كمال في “الصوت الخفي” تحديا جريئا، باختياره لقصة مركبة، متناسلة الأبعاد، تستنطق الواقعة التاريخية والأفق السياسي والتأمل الفكري الوجودي العميق في قضايا الإنسان في مواجهة الألم والحب والحرب وغيرها.
يرسم المخرج الذي كتب أيضا السيناريو، الأحداث في فضاء الحدود المغربية الجزائرية أيام الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. حكاية شيخ جزائري، حسن، (الممثل الجزائري خالد بنعيسى) يرويها سيرة متأخرة لموسيقية شابة (جيهان كمال) تعرضت لاعتداء نجم عنه جرح مزدوج: ندوب على وجهها، وكسور صعبة الترميم في كمانها.
يتوازى انكباب الشيخ على ترميم الكمان قطعة قطعة مع نوافذ فلاش باك تعود إلى ذروة حرب التحرير الجزائرية. يحاول المغربي موسى (محمد بسطاوي) تهريب مجموعة جزائرية فارة من مطاردة السلطات الفرنسية إلى داخل التراب المغربي. حسن كان هناك، يقود مجموعة من الصم والبكم قتلت فرنسيا دأب على اغتصاب فتاة من نزلاء الملجأ الذي كان يديره، إلى جانب آخرين، تحت قيادة سبايسي (محمد خيي)، المقاتل الذي يأتمر بأمر قواد الثورة.
الحكاية ترمم الجرح بلعبة الاستعارة. إذ يعيد حسن تشكيل قطع الكمان، فإنه كما لو يعيد، في خريف عمره، جمع شظايا حكايته المثيرة مع الثورة التي قادته إلى السجن أعواما طويلة، وإذ تنصت الشابة إلى الحكاية فلتذيب جروحا على الجسد في جروح وجودية يحملها الكائن في معترك الحياة والموت.
أما “وداعا كارمن” فيحكي سيرة علاقة جميلة بين الطفل “عمار” الذي يقيم رفقة خاله القاسي في بلدة ريفية، وشابة إسبانية، كارمن، تعيش صحبة شقيقها، حيث يشرفان على دار للسينما.
تنمو علاقة صداقة بين الإسبانية والطفل، فتفتح له باب السينما. وحين تضطرها تحولات الأوضاع الى العودة الى وطنها، يكون عمار قد بات أكثر قدرة على مواجهة الحياة. إنه فيلم يسائل ذاكرة مشتركة بين الشعبين المغربي والاسباني من خلال سيرة انسانية ذات دلالات وعبر كونية.
يذكر أن الفيلمين المغربيين يخوضان المنافسة ضمن قائمة من 14 فيلما، تمثل 13 دولة، وتشمل “سم دوربان” (افريقيا الجنوبية)، “كري كري” (التشاد)، “غبار وثروات” (زيمبابوي)، “آفاق جميلة” (اتيوبيا)، “ايمبازي” (رواندا)، “معركة تاباتو” (غينيا الاستوائية)، “واكا” (الكاميرون)، “إشاعات حرب” (مالي)، “عشم” (مصر)، “بين المطرقة والسندان” (الكونكو)، “أرصفة دكار” (السينغال)، “نسمة” (تونس).

نزار الفراوي-خريبكة