الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
المكونات السينمائية للمجلس الإداري لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة

تشكل بنية الهيئات التنظيمية المشرفة مباشرة على مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، واحدة من " العلامات المرجعية الأصيلة و المميزة ، بنيتها ومكوناتها  " ، له ، بالمقارنة مع عدد من المهرجانات ، فقد  ظل منذ تأسيسه سنة 1977 وفيا لموضوع السينما الإفريقية، والوحيد عالميا الذي له هذه الميزة ، فالمهرجانات الأخرى المشابهة تقحم الأشرطة التلفزية والمسلسلات والبرامج المصورة تلفزيا والحفلات الموسيقية ...الخ  ضمن برامجها على العكس من ذلك خريبكة لا تقدم سوى الأعمال التي كتبها أصحابها خصيصا للسينما ، وكل البرامج الأخرى ثقافية بحثه وفي صلب السينما .
 الميزة الأخرى والمتمثلة في الأجهزة التي تسهر على تحقيق استمراريته ، و تميزه ، يحددها البند الثامن من القانون المهيكل للمؤسسة  الذي ينص على أن – المؤسسة  -  تقوم : "  ... بتدبير شؤونها عن طريق الأجهزة التالية : المجلس الإداري. و  اللجنة التنظيمية . "
واللجنة التنظيمية تتشكل من أعضاء بدلوا كل مجهوداتهم وحياتهم ومؤهلاتهم ليستمر المهرجان ، وفي كل دورة إزاحة حواجز في صمت وتأفف صوفي ، لا يقدم لا شكر ولا اعتراف ... ولا يشعرون ببصيص اعتراف بل على العكس بالتنكر والجحود ...وهم آخر من يفكر فيهم ...إنهم   " سينيفليوا  مدينة خريبكة " برئاسة ، واحد ممن الذين فكروا في خلق المهرجانات السينمائية خمسين سنة خلت وتأسس بعضها وتوقفت كلها إلا مهرجان خريبكة والجهاز الأول المشرف على المهرجان هو المجلس الإداري  الذي يرأسه نور الدين الصايل والذي يشغل بالموازاة مع ذلك ، منصب المدير العام للمركز السينمائي المغربي ،  فالمجلس الإداري لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، يتكون من الهيئات والمؤسسات الوطنية الداعمة ، وخلال دورته العادية ليوم 04 ابريل 2014 ،أضاف أربع أسماء من عالم السينما المغربية أغلبهم ينتمي لجهة " الشاوية ورديغة " وزكاهم نفس المجلس خلال دورته ليوم 05 مايو 2014 ، وهم : الممثل المسرحي ، والتلفزي ، والسينمائي " محمد بسطاوي" ، الذي كرمه مهرجان خريبكة في الدورة السابعة المنعقدة سنة 2000 ، وفي أول كلمة له ضمن المجلس قال أنه  " لا يحبذ أن يكون ضمن تشكيلات المجالس المنضمة أو المسيرة لأن هذه المهمة ليست بالأمر السهل لأن المسؤولين يعطون وعودا دون أن يتمكنوا من تنفيذها .ثم عدد مميزات مهرجان السينما الإفريقية الذي لم يكسب مكانته وتسائل باستغراب عن وضعيته المالية المتأزمة بشكل مستمر مقارنة مع باقي المهرجانات  والموقع الغير اللائق إشعاعيا والتي لم تحقق بعد .علما أن للمهرجان موقعا عالميا ولكن ليس هناك من مدعم حقيقي، بل هناك عراقيل كثيرة ،يقوم بها أشخاص وهم إلى زوال، علما أن كل من يقدم شيئا للمدينة سوف يكون هو الفائز تاريخيا ..." ومن مدينة وادي زم السينمائي محمد زين الدين ، الذي حصل في الدورة العاشرة على" تأشيرة مخرج سينمائي بامتياز" من خلال تتوج " يقظة " أول شريط مطول له بالدورة التاسعة ،  وعرف به مهرجان خريبكة كسينمائي واعد ، مرة أخرى من خلال شريطه الثاني " واش اعقلتي على عادل "  ، ومن سطات السينمائي حسن بن جلون والذي يعد واحدا من المساهمين في وضع اللمسات الأولى لمهرجان السينما الإفريقية حيث مثل النادي السينمائي لسيدي قاسم رفقة أخيه امحمد  وسيشارك بصفته سينمائيا في الدورة السادسة بشريط "ياريت" ، وسيحصل على الجائزة الكبرى مناصفة خلال دورة سنة 2004 ، وجاءت كلمته الأولى في المجلس الإداري ، عن إعادة النظر في الشراكات مع بعض المؤسسات كالأبناك  ... وذلك بإنشاء جائزة مالية خاصة بالمشاريع السينمائية الإفريقية الممولة من طرف هذه المؤسسات الأمر الذي سيجعل المهرجان مجالا للإنتاج والتسويق السينمائي ... كما نوه بقيمة المهرجان الثقافية على مستوى النقاشات والندوات والتحليل الفيلمي وذلك بشهادة كل السينمائيين بما فيهم الأفارقة...إضافة  إلى أن المهرجان يلعب دورا أساسا في تقوية علاقات المغرب مع الدول الإفريقية ..." .
 أما العضو الرابع ضمن تشكيلة المجلس الإداري  ،فهو السينمائي والكوليكرافي لحسن زينون  والذي كرمه المهرجان خلال دورته 12 لسنة 2010، وكان عضوا بلجنة تحكيم الدورة 16 .
  هؤلاء يشكلون شخصيات فاعلة في المجلس الإداري للمؤسسة. إنها أجهزة تخطط و تفكر وتضع المشاريع الثقافية و تمنح للمهرجان إشعاعا ثقافيا وتروج له إعلاميا في كافة المهرجانات السينمائية والمنتديات الثقافية وطنيا وعالميا، لا تشكل أرقاما ليرتفع العدد وإنما محركات أساسية في قلب المهرجان،  مثل من سبقوهم ، ذلك أن مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية الذي يمتاز بهذه التركيبة السينمائية ( المجلس الإداري أربع أعضاء من صناع السينما ، ولجنته الإدارية من السينفليين )، لا يوجد مهرجان سينمائي عالمي له هذه الميزة أي غالبية أعضائه من صناع ومروجي وناشري السينما وثقافتها، في حين عدد من المهرجانات تضع يافطات كارزماتية سياسية أو اقتصادية على واجهة هيكلتها لتكون الأبواب كلها مفتوحة على مصرعها وتذوب كل الحواجز، " ويفرش البساط الأحمر  ... " طبعا المهرجان لم يصل إلى الكمال إذ ظل ومازال من أفقر المهرجانات ، وصحيح أن الحفر كثيرة والمنعرجات خطيرة ولكنه يستمر ... ولا يمكن الادعاء أن وصول أسماء سينمائية ، من هذه الطينة الوطنية  للمجلس الإداري لمهرجان السينما الإفريقية ،  معجزة الدورة الحالية ، بل هي استمرارية لتجارب سابقة، فالمهرجان عندما كان ، ملتقى كانت له تركيبة سينمائية تتشكل من مناديب للملتقى بعدد من البلدان : كان يرأسهم نور الدين الصايل ، وكان مندوب فرنسا    الناقد السينمائي والعضو بهيئة تحرير مجلة "دفاتر سينمائية" أندري دافنتي ، و من مصر الناقد والمؤرخ السينمائي سمير فريد ، ومن تونس أحد أعمدة الثقافة والنقد السينمائي ،  المرحوم الطاهر شريعة ، ومن الجزائر الناقد السينمائي  أحمد بدجاوي ، ومن بوركينا فاسو السينمائي كاسطون كابوري ،ومن مالي السينمائي  سليمان سيسي ، ومن إيطاليا الناقد السينمائي  رانكانتي فيورانو . إنها هيئة استشارية تقنية في الجوانب السينمائية من حيث التشريعات القانونية والتنظيمية للمهرجانات وبرمجة الأشرطة السينمائية والندوات المحورية للدورات المهرجان وستتوقف هذه المكونات عن القيام بأي دور ضمن المهرجان بشكل رسمي بانتهاء الدورة السادسة للملتقى سنة 1994 ، وإن ظلت مواكبة له ومدعمة له معنويا وإشعاعيا .. 

ثلاث عبد العزيز صالح