الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
ملتقى مكناس السينمائي الثالث : دورة ناجحة ولكن ...

  ملصق ملتقى مكناس السينمائي الثالث   

نجحت " جمعية سيرفيس آر " المكناسية (تأسست سنة 2004) في تنظيم النسخة الثالثة للملتقى السينمائي لمكناس في حلة مقبولة شكلا ومضمونا بفضل تظافر جهود أعضائها والمتعاطفين معها وعلى رأسهم مدير الملتقى ورئيس الجمعية ادريس بنوشان والمدير الفني ادريس المامون والمكلف بالتواصل ادريس الدريسي وغيرهم . وهكذا استطاعت ادارة الملتقى أن تسطر برنامجا محددا وتنفذه بحذافيره باستثناء فقرة واحدة هي اللقاء المفتوح مع المخرجين الشباب المشاركين في المسابقة الرسمية ، فهذا اللقاء لم يعقد رغم تواجد جل هؤلاء المخرجين بمكناس (؟؟؟) .
تضمن البرنامج المسطر والمنفذ عرض سبعة عشر (17) فيلما ، في اطار مسابقة رسمية للأفلام المغربية القصيرة ، استمتع بمشاهدتها الجمهور الذي غصت به قاعتي المعهد الفرنسي ، مساء الجمعة 13 دجنبر الجاري ، ودار الثقافة الفقيه محمد المنوني ، مساء السبت 14 دجنبر الجاري ، وحفلا تكريميا للمبدع حميد بناني (71 سنة) ، أحد رواد السينما المغربية البارزين ، ألقيت فيه شهادة في حقه من طرف الناقد السينمائي ادريس القري وقدمت له هدايا رمزية ودرع الملتفى واختتم بعرض تحفته السينمائية " وشمة " (1970) ، وورشة تكوينية في موضوع السيناريو أطرها باقتدار ملحوظ المخرج ربيع الجوهري ، ولقاء مفتوحا مع المخرج حميد بناني حول فيلمه " وشمة " وتجربته السينمائية والتلفزيونية عموما أطره الناقدوالصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي .
ولعل أهم عناصر نجاح دورة 2013 لهذا الملتقى السينمائي الفتي تمثلت فيما يلي :
أولا ، توفق المنظمين في اختيار لجنة تحكيم منسجمة خماسية الأعضاء مكونة من الناقد السينمائي وأستاذ الفلسفة ادريس القري (رئيسا) والمسرحي وقيدوم حركة الأندية السينمائية ادريس المامون (مقررا) والممثلة السينمائية والمسرحية والتلفزيونية المتألقة فاطمة عاطف والفنان الفوتوغرافي والأستاذ الجامعي جعفر عقيل و مدير مهرجان سبو للفيلم القصير بالقنيطرة ورئيس النادي السينمائي بها والرئيس السابق للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (1983- 1992) آيت عمر المختار (أعضاء) .
ثانيا ، تألق الممثلة الشابة سهام الشراط في تنشيط حفلي الافتتاح والاختتام بفصاحتها اللغوية وحيويتها وثقتها بنفسها ولباقتها .
ثالثا ، الاكتفاء بمدة زمنية قصيرة ، يوم ونصف فقط ، كانا كافيان لتنفيذ البرنامج المسطر ، عكس بعض التظاهرات السينمائية الأخرى التي يتم فيها تمطيط الزمن دون مردودية فنية وثقافية تذكر ودون احترام للبرنامج المسطر أثناء التنفيذ.
رابعا ، اختيار شخصية وازنة في فقرة التكريم وخلق تواصل ايجابي بينها وبين الأجيال الشابة من المخرجين والطلبة والمهتمين عبر لقاء صباحي مفتوح وتلقائي .
خامسا ، شروط الاقامة والتغذية الجيدة وحفاوة الاستقبال وتغطية اعلامية قبلية محترمة .
الا أن هذا النجاح لا يمنعنا من ابداء بعض الملاحظات والاقتراحات بصدد هفوات سقط فيها المنظمون ، يمكن تجاوزها في الدورات القادمة للملتقى من أجل تطوير هذه التظاهرة الفنية التي تتوفر على كل مقومات النجاح والاستمرارية . من بين هذه الملاحظات ضرورة التدقيق في اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة اذ لا يعقل أن نفتح المجال لأعمال بدائية يفتقد أصحابها للحد الأدنى من التمكن من اللغة السينمائية ، فلا ينبغي أن نخلط بين أفلام احترافية وأخرى لازالت تشكو من اضطراب ملحوظ على مستوى كتابتها السينمائية ، ولهذا نقترح تشكيل لجينة انتقاء مكونة من سينفيليين ومبدعين سينمائيين للرفع من مستوى المشاركات القادمة في مسابقة الملتقى ، كما نقترح وضع قانون منظم للمسابقة يتضمن بعض الشروط (نوعية الفيلم ، مدته الزمانية ، تيمته ، تاريخ انتاجه ...) ، والبحث عن خصوصية ما للملتقى تميزه عن باقي التظاهرات التي أصبحت متشابهة فيما بينها عموما . كما نلاحظ أن كتيب الملتقى (الكاتالوغ) يعج بالأخطاء (مثل : نسبة الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى " رصيف القدر " لرشيدة السعدي بينما هو من اخراج أمينة السعدي) وبه نقص كبير في المعلومات ( لا يتضمن تعريفا وافيا بالشخصية المكرمة وورقة عن الجمعية المنظمة للملتقى ومعطيات مركزة عن كل عضو من أعضاء لجنة التحكيم ومؤطري الورشات  الخ ... ) . يبقى علينا في الأخير أن نشير الى نقطة أساسية ينبغي الاهتمام بها كثيرا وهي مسألة التواصل ، فالكاتالوغ لا يتضمن ارقاما هاتفية وعناوين الكترونية ، والجمعية لا تتوفر على موقع الكتروني يسهل عملية التواصل بينها وبين المشاركين في تظاهراتها ، زد على ذلك التقصير الاعلامي الذي لوحظ أثناء تنظيم الدورتين السابقتين للملتقى سنتي 2010 و2011 ، فهناك شح كبير في المعلومات بصددهما على الشبكة العنكبوتية ، ومما يثلج الصدر أن ادارة الملتقى في هذه الدورة الجديدة قد انفتحت بشكل محتشم على بعض المنابر الاعلامية ، الشيء الذي عرف بالتظاهرة على نطاق واسع من خلال مواكبات بعض المنابر الورقية والالكترونية والسمعية والبصرية . فمزيدا من الانفتاح على الفاعلين الاعلاميين والجمعويين السينمائيين وغيرهم ، فما خاب من استشار .

أحمد سيجلماسي