الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
«فتاة المصنع».. عودة قوية لمخرج كبير ومولد نجمة جديدة

  لقطة من فيلم   

شاهدت فى مسابقة مهرجان دبى للأفلام العربية الروائية الطويلة الفيلم المصرى «فتاة المصنع» إخراج محمد خان فى عرضه العالمى الأول، والذى يعتبر عودة قوية لمخرج كبير بعد غياب طويل منذ عام 2007.
محمد خان، منذ أول أفلامه وطوال أكثر من ثلاثة عقود، من المخرجين القلائل الذين لهم عالم خاص يعبر عنه بأسلوب خاص مهما اختلفت الموضوعات، ورغم أنه لا يكتب سيناريوهات أفلامه، فالخصوصية هنا فى أسلوب الإخراج، أى فى التعبير بلغة السينما. وعالم الفنان واقعى ترتبط فيه الشخصيات والأحداث بالمكان والزمان ارتباطاً وثيقاً، وبأسلوب حداثى جعله من أعلام الواقعية الجديدة فى السينما المصرية المعاصرة.
فى «فتاة المصنع»، عن سيناريو وسام سليمان، وهى كاتبة تتميز بالتوغل فى عالم النساء دون النظرة النسائية السائدة. المكان حى عشوائى فى القاهرة تطل عليه عماراتها الشاهقة وكأنها تحاصره ببرود كامل وقسوة شديدة، والزمان حاضر اليوم بعد ثورة 25 يناير حيث انفجر الشعب يطالب بالحرية والعيش الكريم. وببراعته المعهودة يعبر «خان» عن الثورة فى مشهد واحد لمظاهرة فى وسط المدينة، فهو لا يصنع أفلاماً سياسية، وإنما عن البشر موضوع السياسة، وهم هنا عاملات المصانع الصغيرة الفقيرات عبر سنة من الشتاء إلى الشتاء، ومن خلال قصة حب محبطة بين إحداهن ومهندس شاب يشرف على آلات المصنع، ويعتبر العاملة من طبقة لا تتناسب معه رغم أنه من الطبقة الوسطى الفقيرة.
الفيلم كله مهدى إلى اسم سعاد حسنى (1943- 2001) ويستخدم بجمال وعمق مقاطع من أغنياتها ومن فيلمها «السفيرة عزيزة». وربما تكون هناك ملاحظات على المعالجة الدرامية فى النصف الثانى من الفيلم، لكن النصف الأول متعة فنية خالصة. إنه فيلم يجمع مواهب كبيرة من المصور محمود لطفى إلى المونتيرة دينا فاروق والموسيقى جورج كازازيان، إلى جانب ممثلات مخضرمات مثل سلوى خطاب وسلوى محمد على، وجديدات مثل ابتهال الصريطى وحنان عادل، ويقدم الموسيقى والمغنى هانى عادل فى دور يؤكد قدرته كممثل أيضاً. ويعلن فيلم «فتاة المصنع» بجدارة عن مولد نجمة جديدة هى ياسمين رئيس، ومنتج جديد هو محمد سمير، وكلاهما من صناع مستقبل السينما فى مصر.

سمير فريد