الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
مراكش الباردة "وعادت حليمة إلى عاداتها"

بعد يومين أو ثلاثة من الأفلام المقبولة في مهرجان دولي كمهرجان مراكش أصبحنا نشاهد افلاما من الدرجة الثالثة والرابعة (الأفلام المغربية من الدرجة غير مصنفة) لأنك حين تتحدث عن الأفلام المغربية بروح نقدية (لا انتقادية) تصبح إنسانا لا وطنيا الآن بدأ المنظمون يعقدون جلسات هنا وهناك لم تكن مبرمجة وكأنها جلسات سرية لا يحضرها إلا من هم مكلفون بالتبليغ. (فليبلغ الحاضر منكم الغائب) مثلهم مثل البراح في عصورنا الغابرة. جلسات نفهم منها - حسب المبلغين طبعا - وحسب مصادر موثوقة - أن المنظمين في ورطة. من اختار هذه الأفلام؟ أو من له صلاحية الاختيار في هذه المهرجان؟ هل هو المدير الفني وهو للتذكير من أتباع المديرة العامة، أم هو نائب رئيس المؤسسة الحامل للجنسية المغربية؟ يبدو كذلك أن مجموعة من الجلسات لم تكن مبرمجة عقدت للإجابة عن مبرر غياب أي برنامج ثقافي منها تلك الجلسة حول السينما والأدب. الطريف أن هذه الندوات الصحفية والجلسات الثقافية يتكلف المبلغون بتبليغها بحيث تصلك أخبارها دون أن تبحث عنها. ومن الأفكار التي يوصلها المبلغون أيضا: "احمدوا الله على مهرجانكم وافرحوا به ودعموه ما دامت مهرجانات أخرى قد انقرضت أو هي في طريق الانقراض كمهرجان القاهرة ومهرجان قرطاج" بالعربي الفصيح: اقبلوا بما هو موجود وليس في الإمكان أحسن مما كان. الكل هنا في المهرجان: المخرجون، التقنيون، المنتجون... كلهم وبدون استثناء يشتكون بأن المهرجان لا يسمح لهم باللقاء مع زملائهم من دول أخرى بحيث أصبح المهرجان وكأنه جزر معزولة: المغاربة في فنادقهم، الفرنسيون في فنادق أخرى، الأمريكان في أخرى. الكبار في أخرى. لا يلتقي الناس إلا فوق البساط الأحمر للتصريح بأن كل شيء على أحسن ما يرام وبأن المغرب يكرم ضيوفه وبانه أجمل بلد في العالم. المأساة أن النقاد دائما وأبدا يتحملون تبعات وأوزار هذا الوضع وأنهم لو تحملوا مسؤوليتهم لكان المهرجان في وضعية أفضل. ألا تلاحظون أنني نسيت الأهم وهو الحديث عن الأفلام؟ لا بأس أكتفي بالنميمة هذه المرة ما دمنا في عصر النميمة.

خليل الدامون