الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للشريط السينمائي عبر الصحراء بزاكورة ، البحث عن علاقة مابين : السينما والأقليات

مابين 20 و24 نوفمبر 2013 احتضنت مدينة الواحات زاكورة الدورة العاشرة لمهرجانها السينمائي ، وتتويجا لحلقات الدورة  اقترح المنظمون ندوة حول :  السينما والأقليات  وقبلها كانت جلسة اليوم الثاني للمهرجان مع الروائي الطاهر بنجلون ، والممثل المصري عبد العزيز مخيون في مناقشة مفتوحة حول التوظيف الروائي في السينما ، وجانب من التوظيف الدارج(اللغة الشفهية) في الشأن الثقافي ، والنقطة الأخيرة اثارة جملة من الاستفهامات و اللغة العربية هي صلب اللغة وان كل نقاش رائج حول توظيف الدارجة في الشأن التربوي هو من قبيل الانفلات الكلامي الذي لا جدوى من الاستفهام  حسمه الطاهر بنجلون ، بالقول : "أن بلادنا ليس لها أي مشكل مع مفهوم الأقليات اعتبارا أن المغاربة يشكلون وحدة متلاحمة ، ولا تشكل اللهجات المحلية مشكل مع إثبات ذاتها، فهي  مرجعية ثقافية وهي أداة تواصل مابين عامة الناس ، توحدهم مع كافة الدول العربية اللغة الفصحى في رد لبق عما يثار حاليا حول " العامية / والفصحى "  وفي نفس الإطار اعتبر عبد العزيز مخيون  الدارجة بمثابة مدخل خاطئ لمجموعة من العبارات الدخيلة التي تسيء لكينونة اللغة العربية وهي كذلك منعرج نحو الانغلاق الجغرافي وطالب بتوحيد اللغة العربية بقوالبها اللغوية المتعارف عليها بين الناطقين بها ، وفي معرض تعقيب على احد المتدخلين حول : موضوع الأقليات وكيف يمكن التعامل معها اعتبر أن مسألة الأقليات مفهوم دخيل على المجتمع العربي وتروج له مؤسسات غربية وأعطى مثال عن النوبيين والذي لم ولن يكونوا أقلية بل هم مكون من المجتمع المصري عكس ما تسعى إليه إحدى الجامعات الأمريكية بمصر التي فتحت شعبة للدراسات حول ما تسميه بالأقلية النوبية ، وشدد على أننا نحن أصحاب الشأن وليس الغرب ولا يجب أن نفرط في الموضوع ونتركه للغرب ليوظفه حسب أغراضه وهواه ...
ومن ضمن البرنامج العام نجذ الأشرطة السينائية التي تعالج الأقليات إما جوهريا أو عرضيا :
  الموضوع                                      البلد                        المخرج                       عنوان الشريط
بدوية امازيغية   بالبيضاء               المغرب                       نوفل براوي                        يوم وليلة
اليهود المغاربة                          المغرب                       حسن بنجلون                   فين ماشي اموشي
المغاربة المجندون بحرب الفيتنام هنا ولهيه -  المغرب -          سناء اليونسي            40   سنة من الغربة
الأقلية الرافضة للأفكار المهيمنة         تونس                 محمود بنمحمود                    الأستاذ
الأقلية الرافضة للأفكار المهيمنة         بوركينا-فاسو          باولينا طراوري                      أنا زافيرا

محور الندوة الرئيسية : السينما والأقليات
وجاء في الورقة التاطيرية للندوة :  " ثقافات الأمم الكبيرة منها والصغيرة لا تحتل مكانتها إلا إذا نجحت في إدماج الآثار الثقافية الهامشية آو ا لمهمشة - أما بالنسبة للأقليات - دون إغفال رغبتها في الاندماج ، فإنها تطرح نظرة تملاها خيبة الأمل والنقد اتجاه الثقافة المهيمنة او السائدة مفجرة أسئلة الهوية الاثنية والجنسية والطائفية والنوع .
ولقد اهتمت كتب تاريخ السينما في الغالب بالبحث عن التداخل بين الأنواع السينمائية والتيارات والمدارس والاتجاهات العامة للمشروع المجتمعي والثقافي المقترح كمشروع وحيد وجامع للمجتمع بأكمله .
هنا وألان ، نتجه أكثر فأكثر إلى التحدث عن نظرة متقاطعة  للهويات المتعددة بتبني مقاربة شاملة تضع الأشرطة في سياق تاريخي ، زمن " جنون الهويات  والاختلافات المتوحشة "  قد ولى ، سيكون من الأجدى تبني مقاربات تنطلق من مبدأ انه في التنوع يكمن غنى السينما في أي مكان في العالم " .   
شارك في الندوة كل من : عبد الصمد الديالمي ،أستاذ جامعي تخصص علم اجتماع منذ 1977 بجامعة فآس والرباط له عدد من الأبحاث والدراسات في المجال خلال الموسم الجامعي الحالي يحال على التقاعد الإداري ،  وبالندوة شرك كذالك السينمائي المغربي سعد الشرايبي الذي يسجل حضورا قويا وصاحب مواقف شجاعة سواء أثناء تواجده ضمن الأندية السينمائية أو أثناء الفعل السينمائي من خلال التنظيمات المهنية لقطاع السينما وله كذلك حضور متميز بكل اللقاءات الثقافية والسينمائية ، والمغترب و الناشط الجمعوي والحقوقي ببلاد الغربة.. ببلجيكا عزيز المقشيري ، الذي عالج موضوع :
الأقليات مابين الأغلبية الإحصائية والقوة الاقتصادية ؟
يمكن أن احدد لها إطار " الأقليات في المطلق " أي سوف لن يكون لتدخله علاقة بالسينما ، ليحدد الأقلية ف " .. هي معادلة قوة وضعف ، إنها مقاربة حقوقية ، من خلال مجموعة نصوص قانونية كونية قارية أو وطنية... إذن المهاجرون هم أقلية مؤقتة ،لم يتمكنوا من تحقيق ذواتهم رغم التطورات التي تعرفها القوانين المنظمة للهجرة بعدد من بلدان أوربا ، وبما إن المهاجر دائم الالتحام بموطن الأصل فانه يشكل أقلية مؤقتة ، وداخل هذه التشخيصات ، هناك التمييز الايجابي المشكل من الأقليات المندمجة داخلت دولة واحدة مثل بلجيكا ، ولهم سلط واسعة .. اقتصاديا في إطار لوبيات . . ."
الأقليات في السينما مابين الاستغلال والتآزر ؟؟
أما سعد الشرايبي فانطلق من التساؤل حول العلاقة مابين السينما والأقليات ؟ و كيف تعاملت السينما مع هذه الأقليات ؟ " السينما هي إعادة تركيب الواقع ، والصورة سلاح خطير حمولتها هي مضمون تعابير عديدة  . . .هل تعاملت السينما مع موضوع الأقليات بمضمون استغلال أم استثمار أم مجرد تآزر ؟ لاستثمار الموضوع أم استغلاله ؟ يقر سعد الشرايبي باعتباره واحدا من صناع  الفرجة السينمائية بالمغرب " تعاملنا مع الأقليات بسذاجة ، وليس هناك شريط سينمائي مغربي وضح لنا على أنها أقلية  .. إنها  مكون مجتمعي وليس أقلية ...إن معالجة موضوع الأقلية تكون بالتحليل وإعطاء لكل أقلية الحق في الظهور وإعطاء رأيها ، وبعد خلق تراكم أعمال سينمائية بعدها يمكن أن نسأل بعد ذلك هل أنصفناها أم لا ؟. ..لا يوجد شريط سينمائي مغربي أعطى توضيحا شموليا عما هي الأقلية . . .السينما الإفريقية جنوب الصحراء تتحدث عن الاثنيات كمكون وليس كأقليات بمفهومها الطائفي أو العرفي أو الديني .. "
الأقــــليـــــات الجــــنسيــــة في الســــــــــــينــــما
عبدا لصمد الديالمي،اختار موضوع " الأقليات الجنسية بالسينما " وأعطى تعريفات للأقليات : فهم القليلوا العدد ، إنها مجموعة غير واعية بذاتها ، وقد تكون عكس ذلك قادرة على التعبير عن مواقفها إنها مناضلة ، وحول مسالة التعريف فان علم الاجتماع يقبل مصطلح " المكونات البشرية / المجتمعية " عوض الأقليات ، وان الأقلية مفهوم انتربلوجي ، فالإيديولوجية الألمانية تنطلق من كون الاثنية تتحول إلى قومية ثم تذاب داخل دولة ، أما الايديلوجية الفرنسية فإنها تطالب من كل الاثنيات أن تتجاوز ذاتها لتشكيل دولة ، وحول التوظيف اعتبر أن " أحسن الوسائل التعبيرية عن المثليين ذكورا آو إناثا  ، هي الصورة كشذوذ في البداية وأصبحت كاختلاف ، ثم كافتخار والاحتفال بيومهم العالمي ( 17 ماي)  و التعبير سينمائيا ، في بعض الأعمال بالمرور من الافتخار بالذات إلى الاحتفال بالذات ، حاليا توجد ( سينما مثلية) ، وهذا (الاتجاه السينمائي ) كان في البدء يدخل  ضمن خانة الأشرطة الإباحية ، والتي تعتبر غير أخلاقية بالولايات المتحدة الأمريكية وباقي العالم بظهورها ، وفي السبعينات كان( الشريط المثلي/ كويير+) تقدم أشخاص لا تحدد جنسهم البيولوجي ، إنها مجرد أشرطة قدمت مثليين أو مثليات ، وكان ذلك عبر محطات ابتداء من  1934 تسمى المرحلة الحمقاء ، دفاعا عن هويتهم . و1953 مرحلة ( القمع والإسكات ) تطبيقا لقانون " هايس " بأمريكا الذي يمنع التعرض للشذوذ لأنه ليس أخلاقي بل مرض وشذوذ ، وعبر عنها سينمائيا بهذا الشكل هيتشكوك من خلال شريطه ( الحبل ) إنهم ينتحرون آو يقتلون تعبيرا عن الرفض لهم ، و في 1979 المرحلة النضالية ، ورفع شعار " لا نخجل في كوننا مثليين " ، وبالموازاة، تحرر جنسي مع اكتشاف حبوب منع الحمل ، ووقعت مواجهات مابين المثليين والشرطة الأمريكية ، وبفرنسا تأسست الجبهة المثلية للعمل الثوري ،وابتداء من 1980 إلى الآن دخلوا في الأساليب العلنية ، وبدؤوا يفرضون أنفسهم ، وفي فرنسا في" عهد ميتيرون "  حذف البند الخامس للدستور الذي يجرم المثلية ، وخرجوا للشارع وعبروا عن أفكارهم وصوروها ، ومن بين قدموه : " لسنا نحن كما تعرفون " ، وشريط فلاديليفيا ، 2006 يقدم قبلات حارة مابين رجلين ، الشريط العربي " عمارة يعقوب " والخيط شريط تونسي ،وفي المغرب ، شريط لسعد الشريبي قبلة حارة مابين شابتين  والتي حذفتها رقابة القناة التلفزية التي انتجة الشريط ، وفي شريط يوم وليلة : نور الدين الذي تحول إلى امرأة ، مراد الرجل المخنث ، وعزيزة العاملة الجنسية . . . والمغربي عبد اله الطايع الذي حول سيرته الذاتية إلى شريط سينمائي وقدمه بمهرجان البندقية في دورتها الأخيرة ، وبسينما اولمبيك بباريس قدم أول مهرجان للسينما المثلية والآن هناك على الأقل 14 مهرجانا سينمائيا للمثليين ، وهذا الحضور بعد اعتراف أو تسامح المجتمع مع هذه الفئة المجتمعية التي لها وحدها القدرة على الدفاع عن نفسها ومواقفها .    

: ثلاث عبد العزيز صالح-زاكورة-المغرب