الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
لمجيد تومرت ذلك الرحماني السينمائي المحارب*

خلال موسم 82 / 1983 ، أي 21 سنة ، جمعتنا تشكيلة مكتب النادي السينمائي بخريبكة ، منذ ذلك التاريخ ونحن جنبا لجنب لم تفرق بيننا السبل رغم بعض جفاء حفيف الرياح مابين الآن والآخر تاخذني إلى مدينة الجديدة للدراسة الجامعية أو إلى خلف أسوار الوطن بحثا عن وسيلة لينتفخ بطني . . .
موسم 82 / 1983 عرف ثلاث محطات عصيبة قاسية  ثقافة تجديرية :
الأولى : في الحركات الاحتجاجية التي عمت المغرب والتي لقبة حينها  ب " عام الأوباش " ، فان تتحمل مسؤولية التسيير لمكتب جمعية ثقافية تسعى لنشر الثقافة البديلة ، فهذا يعني أنك موضع منافسة ما بين موظف برتبة ما ، سيحصل فورا على ترقية ، والموظف البسيط ضابط الأنفاس بالأحياء الكل ،  يمكن أن يساهم في رميك  بأرذل الأقبية . . .
ماذا حدث  ؟ ، ليس الآن وقت البوح . . .
إن حركة الأندية السينمائية ظلت مقصية فيما يسمى بحسابات المجتمع المدني والدولة حول ما يسمى بإنصاف ومصالحة " سنوات الرصاص"(**)  ؟ . . . ؟
ثانيا : في النادي السينمائي بخريبكة  بنفس الموسم خلدنا ذكرى 30 مارس (مثل كافة المواسم الثقافية الماضية والقادمة ) خلالها فجرنا ، حبنا للأرض ، ووطن الكرامة ، وطن المواطن الشريف ، أسبوع كامل نفذ فيه البرنامج السينمائي والإشعاعي ومعارض . . . وغيرها من الأنشطة التي تبرز دورنا في تطوير الذوق، والحس الثقافي لمواطني ، ومواطنات الوطن من منخرطي النادي السينمائي وعموم المهتمين ، وغيرهم أو الراغبين في البحث عن هويات من يقف بكواليس كل هذا  . . .
" ظلال وضباب "(***) يرقبوننا ، كان لمجيد أستاذ اللغة العربية التحق في نفس الموسم في إطار الخدمة المدنية بثانوية القاضي عياض ، وهي مؤسسة حديثة النشوء وعلى حادث الطريق الموصلة إليها اسثنبتة المقاطعة الحضرية الرابعة ، صممت في موقع لتقوم العيون من جهاتها الأربعة برصد كل حركة ، إنها صممت مثل إدارة المقيم العام . . .
لم نكن نعي ذلك بل لم نضع أمام مخيا لنا : " نحن لا نخاف ، شربناه من ثدي أمهاتنا ، الحاكم لا يرهبنا لأننا نتلذذ من صفعات آبائنا لأمهاتنا وإخواننا . أنا ، ولمجيد . لا . . .لمجيد، في لقطة استذكارية  " الطفل نافخ الكير " ، رائعة الآن ولكنها مشحونة بالبؤس ، ضربة ساطور، تقسم جسد طفل بلا رحمة ، الطفل هو لمجيد والحدث : " الأستاذ ، بعدما قام بتقطيع اللوحة الكارطونية المكتوبة بالطباشير – العملية تتكرر – ولمجيد رأسه قاسح " ، لا يريد شراء لوحة حجرية ، فطرده الأستاذ ، ذهب لمجيد عند حداد وطلب منه منصب عمل النفخ في الكير ، لمجيد طفل يزن بضعة كيلو-غرامات ، واقل من متر انه " لكمة-الكاف معجمة- من اللحم " يصارع الكير، الكير يتهكم منه،ويتراجع الوراء ، ومشروع البروليتاري يتحدى يدفع مجاديف الكير العملية تسترسل واللهيب لا يجب أن يخفت فضربة لمعلم الحداد ليست كالأستاذ ، لا مجال  لمقارنة عصية الأستاذ ومطرقة الحداد التي لن تخلف مكانها في جسد لمجيد ، صارع مجادف الكير . . . اتقي ضربة مفترضة وطائشة من المعلم الحداد ، التحدي مستمر والعرق يتصبب من جسد البروليتاري الصغير قاوم ، حقق التحدي ، هل سيحصل لمجيد على اللوحة الحجرية أم انه سيمدد ، من طرف الحدادين  بأقرب مكان من حفرت نافخ الكير . . .
الآن ، مروان  يمسك بيد أخته مريم الصغيرة  ، تسيل من عيني طفلين دموع تعاطف مع نافخ الكير البروليتاري . . .     
      
ثالثا : في نهاية الموسم وانطلاق موسم 83 / 1984 ، سنكون منخرطين في فعاليات الدورة الثانية لملتقى السينمائي الإفريقية وركبنا معا قطار معارك الدفاع عن " قلعة السينما الإفريقية بخريبكة " منذ دلك التاريخ كان استمرارا دائما لم نتراجع لم نتخاذل جاءت إعداد وغادروا وقطعوا صلتهم بالأنشطة السينمائية إلا لمجيد كأقدم من استمر، وبعدما أصبح الملتقى مهرجان وأصبح قلعة السينما الإفريقية كان من المفترض أن تكون له المكانة المناسبة ، لم يكن الاعتراف ، وكان كما أقول ذالك : " شخص ما ، كان بالحانة الملتصقة بالقاعة المحتضنة لفعاليات دورات السينما الإفريقية ، وسجل اسمه في لائحة حضور واعتبر نفسه مؤسس ولا يميز مابين نوعيات الأشرطة السينمائية ، ولم يسجل ابسط موقف " من الكوارث البعض أنهم يسعون كل ما أوتوا ليمحوا تاريخك الجميل مقابل موقف منك لم يعجبهم وربما لأنك لبست قميصا منكمش "  .
   استمرارية الخلود : على المستوى الوطني ،كان لمجيد متواجدا فاعلا ومتفاعلا بقناعة وبمبدئية المناضلين الشرفاء ،الذي يراهنون على المستقبل ، ومن بين المحطات الوطنية التي كان لمجيد احد صناعها :
  "من اجل انطلاقة جديدة " شعار الجامعة .و.ا.س.م ،شعار مرحلة جديدة كان لمجيد واحد ممن دفع به تبناه من اجل دور متجدد للثقافة السينمائية وصولا لشعار الثاني الذي حملته الجامعة مجددا " من اجل إشعاع اكبر ( يوليوز1994 ) كان لمجيد فاعلا فيه تحمل صياغة أدبيات الجامعة في إطار ما يبعث في الروح الجمعوية السينمائية النفس القوية ، فوسع النادي السينمائي تواجده على أوسع مستوى : من مدينة بن اكرير إلى واويزغت إلى وادي زم وابن احمد وغيرها من المحطات التي يصعب جردها ، كان لمجيد حاضرا بقوة بأفكار متجددة وطموحات متدفقة ، لخدمة الثقافة السينمائية بتجرد قل مثيله
وخلال موسم 97 / 1998حملنا في النادي السينمائي بخريبكة شعار " الثقافة السمعية البصرية في خدمة التربية " وكان لمجيد احد صناعه وتوج ذلك تحت نفس الشعار " أياما تربوية ثقافية إشعاعية مابين 12 و16 ماي 1998 ، وأسس أول نادي سينمائي مدرسي وطنيا بثانوية يوسف ابن تاشفين خلال موسم (1995/1996) ، ولا يفوت فرصة إلا ويطرح مسالة إدماج تدريس الصورة السينمائية ضمن المقررات الدراسية وخلق أندية سينمائية ، وبعدما وضعنا داخل النادي السينمائي بخريبكة حول إشكالات تدريس الصورة السينمائي وخلق الأندية السينمائية ، خلق استحسان وثم التبني من قبل فراقئنا داخل الأندية السينمائية والجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب ، ووزارة التربية والتعليم ، كما ساهم كذلك في الجامعات الشعبية التي عرفت قوة حضور لمجيد وباقي أعضاء النادي السينمائي بخريبكة في تاطير المحاور السينمائية ساهمت في خلق قاعدة شبابية من عشاق السينما.

خارج النص،داخل التاريخ:
(*) عندما قرء لمجيد النص أعلاه قال : " أخي و رفيقي الغالي عبد العزيز، أشكرك من أعماق صدق الصداقة التي جمعتنا سنين طويلة ليس لدي أي تعليق على ما كتبت في حقي سوى مزيدا من الدموع التي أشعلتها كلماتك في المقل.."
(**) من إخراج السينمائية الألمانية ماركاريتا تروتا سنة 1981
(***) ،شريط للمخرج الأمريكي وودي الآن
عبد العزيز تلات