الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
تكريم الممثل الراحل محمد بنبراهيم بمهرجان سيدي سليمان

تميزحفل افتتاح الدورة السابعة لمهرجان السينما والتربية بسيدي سليمان بتكريم روح الفنان الشعبي الكبير محمد بنبراهيم بحضور ابنيه حسن وحسين وثلة من وجوه السينما والتلفزيون والثقافة وممثلي السلطات المحلية ، وعلى رأسهم السيد عامل الاقليم ، والمجالس المنتخبة وبعض الفاعلين الجمعويين وجمهور غفير عجت به قاعة دار الشباب 11 يناير ليلة الخميس 23 ماي 2013 . تضمنت فقرة تكريم بنبراهيم شهادة في حقه ألقاها الممثل عبدو المسناوي ، الذي ذكر الحاضرين بمسرحية " الدندانة " التي عرضت في نفس القاعة منذ سنوات بمشاركة الراحل ، كما ذكر بآخر عمل شارك فيه بنبراهيم قبل رحيله ، وهو من توقيع المخرج الشاب محمد الكغاط ، وختم المسناوي شهادته بأن بنبراهيم ، رحمه الله ، أكبر من الكلمات التي يمكن أن تقال في حقه . بعد ذلك قدم عامل اقليم سيدي سليمان درع المهرجان لابني المرحوم وغلافا ماليا لأسرته مهدى من طرف مؤسسة الضحى ، وأخدت صورة للعامل وهو يتوسط حسن وحسين . وفي كلمته المقتضبة شكر الحسين بنبراهيم السيد العامل وادارة المهرجان وجمعية نادي الطليعة السينمائي وكل من فكر في تكريم والده وأشار الى أن محمد بنبراهيم يعرفه الجميع ، فقد كان بسيطا في حياته وأبا جميلا جدا .
وبمناسبة هذا التكريم وزعت ادارة المهرجان كتيبا صغيرا يتضمن ملصقات أشهر الأفلام التي شارك فيها الراحل بنبراهيم وبعض صوره بالاضافة الى ثلاثة نصوص بالعربية والفرنسية تعرف بجوانب من مسيرته الفنية . فيما يلي النص الذي كتبه أحمد سيجلماسي بالمناسبة :
مسار فنان شعبي كبير
راكم الممثل الشعبي الراحل محمد بنبراهيم ، المزداد بالدار البيضاء سنة 1949 ، تجربة معتبرة في التشخيص المسرحي والتلفزيوني والسينمائي عبر الأعمال الكثيرة ، مسرحيات وسكيتشات ومسلسلات وسلسلات وأفلام تلفزيونية وسينمائية وغيرها ، التي شارك فيها منذ منتصف الستينات من القرن الماضي الى حين وفاته بمستشفى الشيخ زايد بالرباط يوم الأربعاء ثامن ماي 2013 صباحا ودفنه بعد عصر نفس اليوم في موكب شعبي كبير بمدينة البير الجديد .
كان أول وقوف لبنبراهيم ، أو حب الرمان ،  أمام كاميرا السينما  في فيلم " أليام أليام " من اخراج أحمد المعنوني سنة 1978 ، وبعده شارك في  أفلام أخرى من قبيل " قصة وردة " لعبد المجيد الرشيش و " فيها الملح والسكر وما بغاتش تموت " لحكيم نوري ، في جزئيه الأول و الثاني ، و " الدار البيضاء يا الدار البيضاء " لفريدة بنليزيد و " بيضاوة " لعبد القادر لقطع و " كازانيكرا " و " زيرو " و " النظرة " لنور الدين لخماري و " ماجد " لنسيم العباسي و " الطريق الى كابول " لابراهيم الشكيري وغيرها . والملاحظ أن مكونات فيلموغرافيته السينمائية لم تكن بالغزارة المطلوبة وذلك لأن السينما المغربية ، وكذا الأفلام الأجنبية المصورة ببلادنا ، لم تمنحه فرصا كافية ولم تستغل قدراته الهائلة في تشخيص الأدوار المركبة باستثناء بعض العناوين يأتي على رأسها فيلم " كازانيكرا " الذي مكنه من الحصول على جائزة أحسن ثاني دور رجالي بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة سنة 2008 عن أدائه الجيد والمقنع لشخصية زريريق في الفيلم .
في مجال المسرح اشتغل الراحل محمد بنبراهيم ، أو محمد مراسل ، مع العديد من الفرق المسرحية واحتك بمخرجين مسرحيين ذوي توجهات فنية مختلفة ، وبممثلين مغاربة من مختلف الأعمار والتجارب . وهكذا كانت انطلاقته مع فرق " الأخوة العربية " و " عبد الرؤوف " و " البدوي " و " الجيل الناهض" و" المسرح الباسم " ، مرورا بفرق " العهد الجديد " و " الشهاب " و " المسرح البلدي " بالبيضاء و " المسرح البلدي " بالجديدة وغيرها ... استطاع من خلال انفتاحه على روادها كالأساتذة عبد العظيم الشناوي ومحمد التسولي والأخوين عبد القادر وعبد الرزاق البدوي والطيب الصديقي ومحمد سعيد عفيفي وغيرهم كثير أن يكتشف المسرح وقواعده ، أولا ، وأن يعشقه وينخرط في شغبه بكل جوارحه ، ثانيا ، وأن يتقاسم متع التشخيص الى جانب أصدقائه الممثلين في مختلف الأدوار الكوميدية والتراجيدية والدرامية والاجتماعية وغيرها ، التي شخصها على امتداد أربعة عقود من الزمان المسرحي المغربي .
ومما رسخ اسمه ووسع من شعبيته ، كممثل كوميدي بالأساس ، مروره شبه المنتظم على شاشة التلفزيون من خلال اسكيتشاته مع عبد الرؤوف والداسوكين وأحمد السنوسي وعبد الرحمان براضي وغيرهم من نجوم الكوميديا المغربية ، وتقمصه لأدوار القروي الساذج أو الرجل المتسلط أو الأب المستبد والطاغي أو غير ذلك في العديد من الأفلام والمسلسلات والسلسلات التلفزيونية . وهذا كله جعل منه في الأخير ممثلا ناضجا ومتمكنا من أدواته ، له قدرات عالية وهائلة في تشخيص مختلف الأدوار البسيطة والمركبة بعفوية ملحوظة وسلاسة واضحة ، لا يمكن نسيانه بسهولة بعد مشاهدته في عمل من أعماله الفنية .
لقد غاب عنا بنبراهيم ، جسديا ، لكن اسمه وفنه سيظلان محفوران في ذاكرة المغاربة عموما وبالأخص في تاريخ التشخيص المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ببلادنا . رحمه الله وألهم ذويه الصبر والسلوان .

أحمد سيجلماسي