الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
الفيلم الوطني في طنجة.. التلفزيون والمسرح يهيمنان على السينما

  ملصق الدورة 14 لمهرجان الفيلم بطنجة   

سيطر اتجاهان على أفلام الدورة الـ14 للفيلم الوطني في طنجة: يتعلّق الأول بالإخراج التلفزيوني، الذي لم تبتعد عنه أفلام كثيرة، خصوصاً أفلام المخرجين الشباب. ويتصل الثاني بالأداء المسرحي لبعض الممثلين، ما يعني عدم اشتغال المخرج على الممثل بغية إعداده سينمائياً منفصلاً عن التمثيل المسرحي ذي الشروط والمميّزات المختلفة عن السينما. هناك من يقول إن تسيير الممثل أفضل من العمل على الكاميرا. اللافت للانتباه أيضاً، الاستعمال المُفرط للموسيقى التصويرية في جلّ أفلام المخرجين الشباب، وبصورة عشوائية لا تخدم الدراما، بالإضافة إلى الترهّل في بعض السيناريوهات، فتكون النتيجة أفلاماً تفتقر إلى الحس السينمائي، وتشي بعدم خبرة مخرجيها في تجميع الفيلم عند نقطة الذروة.
تحفل الدورة الـ14 بالإنتاج الكمّي. إذ تنافس 21 فيلماً طويلاً و14 قصيراً على الجوائز. يرى بعض النقّاد المغاربة أن الإنتاج الكمّي هذا يتقدّم على الجودة والنوعية، مُضرّأً بالسينما. هذا صحيح إلى حدٍ ما. لكن الإنتاج والتجريب، مع وجود سياسة دعم مالي وتكوين سينمائي من ورشات وندوات، لا بدّ من أن يعطيا نتائج جيدة مستقبلاً. يقف الفن راهناً أمام معطيات فلسفية وفنية جديدة، إذ تسهّل التكنولوجيا مهمّة الإبداع. فالفيلم يخرجه الجميع. لكن، وفي المقابل، يبدو وجود المخرج ضرورة لا بدّ منها، لأن التقنية وحدها لا تصنع فيلماً. تشهد المفاهيم تطوّراً في بنياتها، وتتداخل الأجناس الإبداعية في ما بينها. هكذا، يستفيد الوثائقي من الدرامي، والفيلم من القصيدة، والشعر من التشكيل. لا شيء يموت، بل يتناسل ويتناسخ. يصبح الهُلامي محفّز الشكل إلى الظهور، والعمق يشي بصفاته بفضل السطحية والركاكة.
أما الجوائز فجاءت على الشكل التالي: الأفلام القصيرة: جائزة السيناريو لـ"فوهة"، وجائزة لجنة التحكيم لـ"يدور"، والجائزة الكبرى لـ"الهدف"، وشهادة تنويه لـ"نساء بدون هوية".
الأفلام الطويلة: جائزة العمل الأول لـ"تنغيّر القدس: أصداء الملاح"، والتصوير لـ"يا خيل الله"، والصوت لـ"زيرو"، والمونتاج لـ"محاولة فاشلة للتعريف بالحب"، والموسيقى لـ"يا خيل الله"، ودور رجالي ثانوي لمحمد مجد، ودور نسائي ثانوي لسونيا عكاشة، ودور رجالي رئيسي ليونس بواب، ودور نسائي رئيسي لشيماء بن عشا، وجائزة لجنة التحكيم لـ"ملاك"، والجائزة الكبرى لـ"زيرو".
أما جوائز النقد، فهي: "جمعية النقّاد في المغرب": جائزة الفيلم القصير لـ"فوهة" لعمرمولدويرة، وتنويهاً لـ"نساء بدون هوية" لمحمد العبودي. جائزة الفيلم الطويل لـ"محاولة فاشلة للتعريف بالحب" لحكيم بلعباس. جائزة "سينيفيليا" من مجلة "سينماك". كما فاز "يا خويا" لكمال الماحوطي بجائزة الفيلم الطويل.

علي البزّاز