الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
احتفاء إذاعة طنجة بالسينمائي المثقف مومن السميحي

  مومن السميحي   

خصص الاذاعي  حميد النقراشي حلقة الجمعة ثامن فبراير 2013  من برنامج " ليالي الأنس " ، الذي يعده ويقدمه على أمواج اذاعة طنجة  ، للاحتفاء بالسينمائي الطنجاوي مومن السميحي وتجربته الابداعية في الكتابة والاخراج وذلك على هامش مشاركته بفيلمه الجديد " طنجاوي " في المسابقة الرسمية الخاصة بالأفلام الطويلة ضمن فعاليات الدورة 14 للمهرجان الوطني للفيلم المنعقدة بطنجة من فاتح الى تاسع فبراير الجاري .
وقد تضمنت هذه الحلقة الاذاعية المباشرة ، التي دامت ساعتين كاملتين من منتصف الليل الى الثانية صباحا ، بالاضافة الى تقديم وتنشيط الاذاعي حميد النقراشي وتدخلات ضيف الحلقة المتواجد باستوديو التسجيل بالاذاعة ، شهادات في حق المحتفى به ومقاربات لتجربته السينمائية التي انطلقت تكوينا وابداعا وكتابة منذ سنة 1965 عندما كان طالبا بمعهد الدراسات السينمائية العليا بباريس . كان أول المتدخلين عبر الهاتف من النقاد والصحافيين السينمائيين هو عمر بلخمار وتلاه كل من أحمد سيجلماسي ومصطفى الطالب . ومما أضفى على الحلقة نكهة خاصة شهادة الممثلة المبدعة عائشة ماهماه ، التي سبق لها أن اشتغلت مع السميحي سنة 1999 في فيلمه " وقائع مغربية " وشهادة الشاعر والاذاعي عبد اللطيف بنيحيى الذي يشترك مع السميحي في عشقه اللامحدود لمدينة طنجة الأسطورية التي ترعرعا معا في أحيائها العتيقة .
تميزت تدخلات معد البرنامج وضيوفه بتكاملها والقائها للعديد من الأضواء على شخصية المحتفى به وأعماله السينمائية وخلصت الى أن مومن السميحي يعد من رواد السينما المغربية الذين ساهموا في السبعينات بشكل خاص ، من خلال فيلمه المتميز " الشركي " ، في وضع أسس متينة لتجربتنا الابداعية في السينما الى جانب رواد آخرين كحميد بناني وأحمد المعنوني والراحل أحمد البوعناني وغيرهم . والجميل في هذه الحلقة الممتعة أن منشطها تمكن باقتدار من النبش في ذاكرة السميحي وعلاقته بالفرجة السينمائية منذ مرحلة الطفولة ، الشيء الذي جعلنا نتعرف على القاعات السينمائية العديدة التي شهدتها طنجة في تاريخها السينمائي ، كفوكس وكابيتول والروكسي وموريتانيا وأمريكان والريف ولوكس وغيرها ، وتنوع عروضها و طقوس المشاهدة فيها مع تخصص بعضها في برمجة الأفلام الأمريكية أو الفرنسية أو الاسبانية أو المصرية واللبنانية أو غيرها . 
تجدر الاشارة في الأخير الى أن مومن السميحي ، 68 سنة ، يعتبر الوحيد من بين المخرجين المغاربة الذي زاوج بين ابداع الأفلام و الكتابة الفنية والفكرية  في الصحف والمجلات الثقافية والسينمائية منذ تخرجه سنة 1967 من معهد باريس المذكور ، وهو الوحيد الذي أصدر لحد الآن أكبر عدد من الكتب السينمائية يوثق من خلالها لكتاباته والحوارات التي أجريت معه ويعرف ببعض عباقرة السينما العالمية . وهذه الكتب ، "حديث السينما " في جزئين و " السينما العربية " وسلسلة " عبقريات سينمائية " بالعربية  و" كتابات حول السينما " بالفرنسية ... ، تظهر انفتاحه على الثقافتين الغربية والمشرقية وتمكنه من اللغتين العربية والفرنسية كتابة وحديثا .
تتضمن فيلموغرافيته ستة عشر عنوانا بدءا بفيلمه القصير " السي موح لا حظ لك " ، من انتاج سنة 1970 ، ووصولا الى فيلمه الاخير " طنجاوي " ، من انتاج سنة 2012 ، الذي يعتبر الحلقة الثالثة في سيرته الذاتية التي انطلقت بفيلم " العايل " سنة 2005 ، الذي تلاه فيلم " الخطيف " سنة 2008 . والمتأمل في مكونات هذه الفيلموغرافيا يقف على الحقيقة التالية وهي كون هذا المخرج المثقف له رؤيته الخاصة للفن ووظيفته داخل المجتمع وله أسلوبه الخاص الذي يميزه عن باقي المخرجين المغاربة . ومن أهم ثوابت هذا الأسلوب السينمائي في الكتابة نذكر :
أولا : المزاوجة بين البعدين الروائي والوثائقي مع طغيان أحدهما على الآخر من فيلم لآخر .
ثانيا : حضور البعد التاريخي في الكثير من أفلامه ورغبته العارمة في توثيق الذاكرة الفردية والجماعية بالكاميرا .
ثالثا : الاعتماد بشكل شبه أساسي على تقنيين فرنسيين .
رابعا : الجمع بين ممثلين محترفين وغير محترفين من المغاربة والفرنسيين .
خامسا : الافتتان بالمعمار المتوسطي والسعي الى توثيق بعض مكونات الثقافة المغربية الأصيلة من لباس وطقوس وعادات وغير ذلك بالكاميرا .
سادسا : ميزانيات أفلامه صغيرة ورغم ذلك تزخر هذه الأفلام بالخيال والشاعرية واثارة قضايا فكرية كبرى انطلاقا من خلفية ثقافية شمولية رصينة وذاكرة بصرية قوية.

أحمد سيجلماسي