الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
خبر كالصاعقة الصديق جان شمعون يغادرنا بدون استئذان


لم يكن لإقامتي في بيروت زمن الحرب الاهلية طعم دون جان. جان شمعون حالة خاصة..بشنباته هو ابن الجبل ولهجته التي لم يغيرها( كأنك تسمع جريدي أو جندوبي لم يغير لهجته) ...كان مسيحيا اختار العيش في بيروت الغربية بين المسلمين كزياد الرحباني ومارسيل خليفة ومنخرطا في الجبهة الشعبية..اختار الوثائقي ...صور تل الزعتر والجنوب ..ومع رفيقة دربه مي المصري...15 فلما..
كان جان بسيطا وعميقا...درس السينما ...واختار الاستقلال في الإنتاج..
كنت كل مرة أضجر يأخذني على كأس ونحضر تمارين زياد الرحباني صديق العمر وحليفه في النكتة ومرات معنا مارسيل خليفة قبل زيارته لتونس، وعلى فكرة هو الذي ساعدني لإقناع مارسيل بعد أن رفض الغناء على مسرح قرطاج.
مع زياد أنتجا أنجح برنامج في تاريخ الإذاعة اللبنانية. كنت أحمل معي إلى تونس كل مرة نسخا عديدة من الكاسيتات يوزعها المرحوم سالم بن رجب . البرنامج عنوانه " بعدنا طيبين ڨول الله" ..برنامج مدته 5 دقائق ...لا يترك الثنائي سياسيا ولا حدثا إلا وشرَّحاه...كتبت البارحة على جداري دون أن اعرف جزئا من سكيتش الزبالة..
يذاع البرنامج التاسعة صباحا والتاسعة مساء ..وقتها تسكت البنادق من جهتي خط التماس..الكل مدمن على البرنامج.
حاول مرة مدير الإذاعة منعه فكان الفيصل كمال جنبلاط العظيم ..وهو وزير الداخلية يتبعه الإعلام الذي أجاب ...: " يبث ثم يمنع" وبقيت ..تلك الجملة من حكم الديمقراطية.
كان جان يحملني الى الشباب التونسي المقاتل ..وكانت مرة في مثل هذه الأيام قال لي جان ستأكل حاجة حلوة لا تتصورها...وفي آخر السهرة قدم لي صحنا وصاح : " صبـير ..صبير" وهو الهندي وكم ضحكت ..قلت له نسميه سلطان الثمار فاستلقى على ظهره.
شيم جان وعلامته تفننه في الشتم حيث يخلط المسيح بعضوه التناسلي وأعضاء تناسل ...أخرى ...لكن شتائمه قطعا فنية ...جان بلا شتائم غير جان..وسيارته التي تسير بالقدرة ..ويشتم كل قطعة فيها.
كان طفلا وقطعة أنتروبولجية من لبنان...جميل ونبيل ولا يعرف النفاق.
أشعر وكأني أعيش مع جريدي ...لا نميمة ولا كذب والكلام مباشرة وفي الوجه ولو كان جارحا..
حبيبي جان كانت كلمته..منذ سنة كنت مع مي رفيقة دربه في عنابة واستعرضنا سنوات بيروت وباريس..
منذ شهر أقلب الأوراق وجدت نصا بخط جان كتبه لأنشره في كتاب لم ينشر سأحاول نشره وهو بخط يده..
لروحك السلام وأعتقد أنها ستحلق في سماء الشرق طويلا
هكذا تغادر بدون أن ناكل شلموشلاليك ...حكياتها أحكيها يوما
تعازي لزياد..وخاصة مي.
علمت الخبر من نجيب عياد وأعتقد أنه فكر قبلي في تكريمه..
رابط بعدنا طيبين ...اسمع وابك واضحك وتمتع.

عبد الكريم قابوس-تونس