الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
دانجال.. قوة الهند الناعمة في الصين

حقق الفيلم الهندي "دانجال" نجاحا كبيرا في الصين، حيث تصدر شباك التذاكر بتحقيق إيرادات تجاوزت 186 مليون دولار، ليصبح بذلك أول فيلم غير هوليودي تتجاوز أرباحه 150 مليونا في دولة واحدة.


وكان الصينيون ينتظرون بشغف وصول الفيلم إلى صالات العرض الصينية، خصوصا بعدما نشر بطل الفيلم عامر خان مقطع فيديو أثناء استعداده لأداء دوره، يظهر كيف كسب وزنا إضافيا وفقده خلال فترة قصيرة ليتناسب مع شخصية البطل، مما أثار إعجاب الملايين وساهم في الترويج للفيلم.


ولم يقتصر الإعجاب بالفيلم على عامة الصينيين، بل امتد إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي قال لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على هامش اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون الشهر الماضي، إنه شاهد فيلم "دانجال" وأعجب به كثيرا.


وتدور أحداث الفيلم حول قصة حقيقية لبطل هندي في رياضة المصارعة كان يحلم بجلب الميدالية الذهبية لبلاده، ولكن قلة الدعم جعلته يلجأ إلى تدريب إحدى بناته الأربع لتحقيق حلمه، ورغم التحديات التي واجهت ابنته في ظل مجتمع محافظ يرفض فكرة أن تمارس الفتاه الرياضة، فإنها نجحت في الفوز بالميدالية الذهبية في دورة ألعاب الكومنولث عام 2010، لتصبح أول لاعبة في تاريخ الهند تشارك في لعبة المصارعة بالأولمبياد.


صورة مربكة


تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي الصينية مع النجاح الكبير الذي حققه فيلم "دانجال" في الصين، وانتشرت على منصات الإنترنت العديد من التعليقات والتساؤلات حول قدرة صنّاع السينما الصينية على إنتاج فيلم بقوة وتأثير "دانجال".


وكتب لياو بينغ على صفحته في موقع "ويبو" المعادل لتويتر "لا تصلنا عن الهند عبر الصحف المحلية سوى أخبار النزاعات الحدودية والتخلف والجهل ووسائل النقل المروعة، وتفشي حالات الاغتصاب". وأضاف "لا أدري ماذا ستكتب الصحافة بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في الصين.. سيبدو الأمر مربكا! أليس كذلك؟".


وتساءل آخر: لماذا لم تفلح الصين في إنتاج فيلم من طراز "دانجال" الذي أسعد ملايين الصينيين، رغم أنها تسبق الهند بعقود في مجال التنمية، كما أن اقتصادها أكبر بخمسة أضعاف من اقتصاد الهند؟


حول هذه التساؤلات، قالت لينغ تشون مديرة التسويق في شركة سينمائية من تايوان، إن هناك تفاوتا كبيرا بين الصين والهند. وأوضحت أن آلة الدعاية في بكين تقدم الهند كدولة فاشلة، وعادة ما تستدعي صورتها "الفقيرة والقذرة"، لكن فيلم "دانجال" جاء ليصحح الصورة للمشاهد الصيني عبر نافذة سينمائية، دون أن يكلف ذلك الهند أي جهود على المستويين السياسي والدبلوماسي.


وفي حديثها للجزيرة نت أرجعت لينغ ذلك إلى محاولة الصين ربط "تخلف" الهند بنظامها الديمقراطي، مما يوحي للأفراد بأن الديمقراطية تؤدي إلى الجهل والتخلف والفوضى، في حين أن شمولية الحزب الشيوعي تخلق الازدهار والكفاءة.


القوة الناعمة


نظم الحزب الشيوعي الصيني عام 2009 حملة إعلامية كبيرة أنفق عليها ملايين الدولارات لتحسين صورته العالمية، وذلك في إطار تعزيز حضور الصين على الصعيد الدولي بما يتناسب مع حجمها وقوتها الاقتصادية.


غير أن مراقبين يرون أن القوة الناعمة لا يمكن أن تأتي إلا من مجتمع مدني حر، مؤكدين أن الصين فشلت في إقناع الجمهور الغربي المستهدف باعتبار أن الناس الذين يعيشون في ظل أنظمة ديمقراطية لا يأخذون الدعاية بشكل أعمى.


وقد أشاد نقاد صينيون بقوة فيلم "دانجال" الناعمة وقدرته على تحقيق ملايين الدولارات دون أي تمويل حكومي، مشددين على ضرورة أن تعتمد الصين على المجتمع المدني والقطاع الخاص، بدلا من أجهزة الحزب لممارسة القوة الناعمة.


يذكر أنه في الوقت الذي أشاد فيه الرئيس الصيني شي جين بينغ بفيلم "دانجال"، كانت إدارة الفضاء السيبراني في الصين تغلق مئات حسابات التواصل الاجتماعي بحجة تجاوز حدود الرقابة.

سينفيليا - الجزيرة