الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
ملف المهرجانات السينمائية بالإذاعة الوطنية


  عائشة التازي   

استضافت الإذاعية المتميزة عائشة التازي يوم الإثنين 21 يناير الجاري من التاسعة إلى العاشرة والنصف ليلا داخل الأستوديو بإذاعة الرباط طارق خلامي ، رئيس قسم التنمية والتعاون بالمركز السينمائي المغربي وهو القسم الذي يضم مصلحة صندوق الدعم ومصلحة التظاهرات السينمائية والتوثيق ومصلحة التعاون والعلاقات الخارجية ، وعبد الإله الجوهري ، الناقد والمخرج والإعلامي السينمائي المعروف ، كما استضافت عبر الهاتف الناقد والصحافي السينمائي أحمد سيجلماسي والجامعي حسن الصميلي ، رئيس لجنة دعم المهرجانات السينمائية المعين حديثا ، والباحث السينمائي والفني حميد اتباتو وذلك لمناقشة ملف المهرجانات السينمائية بالمغرب ضمن البرنامج الخدماتي "مساءات الإذاعة الوطنية" .

أثيرت في بداية النقاش مسألة العدد حيث أشار المتدخلون الى أن المغرب ينظم به سنويا ما يفوق خمسين تظاهرة سينمائية مختلفة الأحجام والأنواع منها المهرجانات الدولية والوطنية والملتقيات الوطنية والجهوية والأيام السينمائية وغيرها ، واعتبر البعض أن الأمر يتعلق هنا بظاهرة صحية مكنت العديد من الشباب من الانفتاح على السينما وثقافتها في واقع تميز منذ سنوات بتراجع مستمر للقاعات السينمائية التجارية ، فهذه التظاهرات رغم ما يعاب على كثير منها من تبذير للأموال أوتشابه في البرامج أوغياب الاحترافية والعقلنة في التنظيم أو عدم المردودية الثقافية والابداعية أو غير ذلك مكنت من خلق فضاءات في مختلف ربوع المملكة لمشاهدة الأفلام ومناقشتها أحيانا مع الاستئناس بلغة السينما وتقنياتها عبر الورشات التكوينية والتحفيز على تصوير الأفلام بكاميرات صغيرة وامكانيات مالية وتقنية محدودة . وهذا ما جعل المغرب يصبح رائدا على المستوى الافريقي من حيث حجم وتنوع التظاهرات السينمائية التي ينظمها سنويا .
وفيما يتعلق بانعكاسات تنظيم المهرجانات الكبرى خصوصا على صناعة الأفلام ببلادنا تضاربت الآراء فمن المتدخلين من اعتبر أن مهرجان مراكش الدولي للفيلم ، باعتباره أكبر تظاهرة سينمائية بالمغرب ، له انعكاسات ايجابية على صورة المغرب في الخارج سياسيا وسياحيا ، ومنهم من اعتبر أن السينما المغربية لم تستفد منه لحد الآن بالشكل الكافي حيث لم تتمخض عن استضافته لكبار المبدعين السينمائيين العالميين مشاريع سينمائية مشتركة تمكن التقنيين والممثلين المغاربة من فرص شغل مع الأجانب اذا استثنينا اعجاب بعض ضيوف المهرجان بفضاءات المغرب الطبيعية وامكانياته البشرية وغيرها ، الذي دفعهم أو سيدفعهم الى تصوير بعض أفلامهم جزئيا أو كليا ببلادنا . زد على ذلك أن المردودية الثقافية لكثير من تظاهراتنا السينمائية ضئيلة باستثناء ما تقوم به مهرجانات صغيرة استطاعت رغم امكانياتها المحدودة أن ترسخ أسسا متينة للثقافة السينمائية وأن تساهم في اغناء المكتبة السينمائية الوطنية والعربية باصدارات قيمة يوثق بعضها لتجارب سينمائية رائدة ويثير بعضها الآخر قضايا فكرية شائكة كعلاقة الجمالي بالايديولوجي في السينما أو دلالة المقدس في السينما المغاربية أو غير ذلك من المواضيع ذات الطبيعة الاشكالية .
من جهة أخرى تم توجيه نقد لاذع للطريقة المزاجية التي كان يصرف أو يحدد بها حجم الدعم لفائدة هذه التظاهرة أو تلك في غياب أية مراقبة أو شفافية واستبشر المتدخلون خيرا باصدار القرار الجديد الخاص بدعم التظاهرات السينمائية وفق دفتر تحملات واضح الشروط وبتنصيب لجنة خاصة ومستقلة لدعم مختلف التظاهرات السينمائية يترأسها الدكتور حسن الصميلي الذي تحدث عن صلاحيات اللجنة و أعضائها التسعة وطريقة اشتغالها وعن الغاية من احداثها والمتمثلة أساسا في الرفع من مستوى احترافية تظاهراتنا السينمائية وجعلها متكاملة فيما بينها مع اعطاء الأولوية للتظاهرات الصغيرة خصوصا في المناطق المهمشة .
وفي الأخير تمنى المتدخلون أن تتمكن لجنة حسن الصميلي من الدفع بمهرجاناتنا وتظاهراتنا السينمائية الى مصاف المهرجانات الدولية من حيت احترافية التنظيم وجدة التصورات وتنوع التيمات وترسيخ الخصوصيات وتعميق الثقافة السينمائية في جوانبها المختلفة .

أحمد سيجلماسي