الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
انطلاق عروض المسابقة الرسمية لمهرجان تطوان لسينما البحر المتوسط بفيلمي "ربيع" اللبناني و"لاتنفصلان" الإيطالي

انطلقت أمس الأحد  مارس 2017 عروض المسابقة الرسمية للفيلم الروائي الطويل والفيلم الوثائقي بالدورة 23 لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، وكان فيلم "ربيع" للمخرج اللبناني فاتش بولخورجيان، تتمحور أحداثه حول الشاب ربيع الباحث طيلة لحظات الفيلم عن هويته وانتمائه ، إذ وهو يقوم بإجراءات لاستخراج جواز سفره للسفر في جولة فنية إلى أوروبا سيكتشف أن بطاقته التعريفية الوطنية مزورة، وهكذا سنتابعه وهو يحاول التعرف على انتمائه العائلي الذي ما يكاد يظن أنه اهتدى إليه حتى يجد أنه ابتعدت عنه معرفته ليتيقن مع الوقت أن جميع من يقصدهم يعرفون أشياء عن حياته لكنهم يخبؤونها عنه بل يكذبون عليه أيضا باختلاق قصص غير حقيقية عن كيفية تبنيه.
نجد بالفيلم الذي هو من إنتاج فرنسي لبناني قطري إماراتي، لحظات قوية تتمثل في تلك الشحنة الإنسانية التي تحملها الشخصية الرئيسية في إصرارها على البحث عن هويتها وهنا يطرح الفيلم ولو بشكل مستتر مشكل الهوية في مجتمع متعدد الانتماءات في بلد كلبنان.
ولو كان من بعض الهنات في الفيلم فإنها قد تكون في عدم حسن اختيار ممثل مناسب لتأدية دور الشخصية الرئيسية ، إذ ربما أن المخرج وفي مسعاه لكي تبدو هذه الشخصية حقيقية اختار ممثلا هاويا لم يستطع ضبط الإيقاع التمثيلي وكان في كثير من المشاهد متذبذبا في أداء الشخصية ولولا أنه كان محاطا بممثلين متمكنين استطاعوا خلق توازن في أداءهم للشخوص المساندة لاختل ميزان الأداء بالفيلم وهنا يجب التنويه بالممثلة جوليا كسار التي أدت دور الأم بكل احترافية وعمق.
المقاطع الغنائية بالفيلم كانت مبررة لكون الشاب ربيع مغنيا لكن المشهد الغنائي الأخير كان جد طويل وأخل بإيقاع الفيلم الذي كان من المفروض أن ينتهي مع حصول ربيع على جواز سفره.
تقنية "الفلو" التي استعملها المخرج في بعض المشاهد التي كان ربيع حاضرا فيها كانت جيدة ومعبرة عن وضعية ربيع .
أما الفيلم الثاني في عروض المسابقة الرسمية فكان هو "لاتنفصلان" للمخرج الإيطالي إدواردو أنجليس، وتدور حبكته حول أختين توأمين سياميتين ملتصقتين، تعيشان في قرية صغيرة ويستغلهما أبوهما في عروض غنائية في حفلات صغيرة تثيران فيها النظر بحالتهما وعاهتهما أكثر مما تثيرانه بموهبتهما الغنائية. لكن الأمر سيتغير حينما ستعلمان أن بإمكانهما الانفصال عن طريق عملية جراحية ليست بالخطيرة، بحيث سيقترح طبيب أن يجريها متخليا عن أتعابه، لكن أباهما لن يوافق لتهربا من المنزل وتواجها عدة مشاكل لتتم في النهاية العملية رغما عن رغبة الأب. يحاول الفيلم معالجة تيمة الاستقلالية والتميز والاختلاف بحيث مهما كنا متشابهين فهناك نقط اختلاف وتميز تطبع كلا منا وتميزه عن الآخرين.

عبد الكريم واكريم-تطوان-المغرب