الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  السينما المغربية    
سينما الرسالة،
نموذج :أفلام محمد إسماعيل


  المخرج محمد اسماعيل   

تساؤلات عامة

هل بإمكاننا الحديث عن هوية جمالية جهوية ذات أصول بيئية مرتبطة بمنطقة الشمال– قربها من إسبانيا المظاهر العمرانية والسكانية وحتى الجغرافية /البحر الذي يحضر بإستمرار كثيمة وكموضوعة في السيناريو؟
هل هناك سينما الشمال / سينما الجنوب؟
هل سينما البحر المتوسط مسكونة بقضايا الهجرةوتعدد اللغات والأديان والأعراق؟
هل بإمكاننا الحديث عن الخلفية المهنية والثقافية لمخرجي جيل ما بعد الاستقلال  وتشبعه بالروايات الكلاسيكية الفرنسية والعربية؟  
هل العمل بالتلفزيون وتصوير أفلام وثائقية وربورتاجات يتركان بصمة التسجيلي من خلال التعامل مع قضايا المجتمع؟

هل من حق المشاهد المغربي المطالبة بسينما مواطنة تأخذ على عاتقها مهام الفضح والكشف عن أمراض المجتمع مع توجيه نقد اجتماعي وسياسي؟
هل التلاقح الحضاري والقرب الجغرافي  يسعف المشتغلين بالحقل السينمائي إبداعا ومتابعة للحديث عن  مفهوم الآخر سواء من حيث التثاقف وازدواجية الخطاب اللغوي وأنماط لعيش؟

أصول الفيلم الاجتماعي 

بما أن الأدب كان سابقا على السينما في محاولته استقراء المعيش اليومي من خلال نظرية الانعكاس والمرآة والأديب باعتباره شاهدا على عصره, وأحيانا الالتزام بقضايا المجتمع فالسينما كان عليها أن تكسب جمهورها وتشرعن  وجودها وذلك بنهج الاتجاه الواقعي في التعامل مع الأدب الكلاسيكي الذي يصور ما يعرف بالدراما الاجتماعية والتي لا تخرج عادة عن قضايا الأسرة وهموم السياسة والخيانة والصراع الطبقي والعقائدي والميولات الجنسية وقضايا المرأة كالحرية والعمل.
إذن هناك سلسلة من القضايا التي تأثر في تشكيل ملامح السينما المغربية التي قادها جيل الستينات أهمها:

-الواقعية الاشتراكية في الأدب ومفهوم الالتزام
- التأثر بكتابة الستينات واعتبار أن القضية الاجتماعية هي جوهر المشاكل المجتمعية
-واقع الفقر / الحلم بالثروة  / الهجرة هو الأصلح للمعالجة السينمائية
-الرهان على الجمهور كراع أوحد وعربون في مدى نجاح الفيلم أو فشله
- طريقة التصوير الشكل-الشكل يهم كيفية تقديم مواضيع الفيلم من خلال اللغة السينمائية  وما يتبعها مقابل الموضوع الفكرة والمعالجة الدرامية والفكرية أي من خلال بناء القصة اجتماعية
- وهو ما يطرح إشكالية المعنى البين المعنى الإيحائي المعنى المنبني من خلال تأويل المشاهد
- الوضوح  مقابل الغموض إشكالية تأويل الواقع من خلال مشاهد الفيلم
- الواقع واضح ويجب فهمه ببساطة ضد التيار التجريبي التأويلي الشعري

إننا إذن أمام مكونات الفيلم الاجتماعي  / السينما الكلاسيكية التي تلتزم بفيلم القضية أو الأطروحة محاولة أن تعيد التفكير في الواقع المجتمعي من خلال إعادة تصويره أو التفكير فيه ،والتي غالبا ما  تكرس نفسها لمضمون الفيلم أساسا وليس لكيفية طرحه وبالتالي فمستوى السينيفيلية والمكون النقدي العالم يكونان  مقابل البعد الجماهيري أي شباك التذاكر  إشكالية الحسم في إرضاء الجمهور أو النقاد أي سينما المؤلف  كرؤية للمخرج الذي يكون نفسه كاتب السيناريو  باعتبارها سينما غير مفهومة وواضحة.

لكن ألا يمكننا الحديث عما يتحدث بخصوصه النقد العالمي في إشارة لمداخلة للمرحوم محمد سكري عن السينما المغربية السينما الآن بالعدد العاشر من سين-ما عن سينما المؤلف الشعبية أي كما أورد محمد سكري فيلم المؤلف يمكن أن يشاهده الكل كيفما كان مستوى معرفته السينمائية؟  

إن الرهان على العناصر الفنية من أجل إمتاع الجمهور وجلبه وذلك من خلال العناصر التالية :

-السيناريو الذي يضمن نقلا موضوعيا لمواقف المواطنين من خلال قصة اجتماعية في قالب غالبا ما يكون دراميا
-اللجوء إلى ممثلين معروفين لنقل نجوم التلفزيون عادة كرشيد الوالي ونزهة الركراكي وغيرهم
-الاعتماد على المشاهد الطبيعية بالشمال
- التأكيد على فكرة الرسالة الاجتماعية من خلال مفهوم السينمائي باعتباره شاهدا على عصره وضمير زمانه
-العمل ضمن إطار سينما المرآة العاكسة لقضايا الناس ضمن مجموعة من المرتكزات النمطية تسمح للمشاهد بأن يجد نفسه أو يتعرف عليها على الشاشة من خلال بعض الشخصيات أو بعض الأماكن.

يقود هدا التيار كل من   التطرق لأهم المشاكل والأكثر حضورا وسط الناس كالفقر والجريمة والتطرف والغنى الفاحش من هنا تؤسس سينما شعبية لنفسها من خلال أهم المحاور التي يقع حولها إجماع كتحرر المرأة والهجرة السرية  من خلال أفلام القرب التي تتمحور أساسا حول المشاكل اليومية للإنسان المغربي عموما مقابل الحاجة فيلم  أولاد البلاد لمحمد إسماعيل  /الهجرة والموت فيلم وبعد لنفس المخرج   / الدعارة  والاستغلال الجنسي فيلم المنسيون لحسن بنجلون أو حكيم نوري وسعد الشرايبي وأحمد بولان

-إزدواجية الرؤية لكون المخرج عالما ومدركا لمجتمعه ومن أبناءه ثم لكونه مثقفا ثوريا متحررا

نقد الفيلم الإجتماعي

تصبح المشكلة أعمق عندما يذهب الكثيرون لقاعات العرض السينمائي ليروا أنفسهم في الفيلم وكأن هدف الفيلم الأول والأخير هو محاكاة الواقع بقدر كبير من الشفافية.غير أن عوالم الكتابة السينمائية تمر بالضرورة عبر استلهام أحداث تشبه الحياة بشخوصها وفضاءاتها لتعبر عبر مصفاة حساسية جمالية وتقنية توهم المشاهدين بوهم يجمع الجميع على القبول به و بالجلوس أمامه لحظات ما.

من خلال حبكة القصة يتعامل المشاهد مع أحدات قد  يكون عاشها وشخوص قد يتعرف على بعض منها  وقد تصل درجة التماهي مع الأحداث والشخصيات إلى مستوى التماهي أي البكاء والفرح مع الممثلين والممثلات.
من هنا ارتبط مفهوم الواقعية بالطابع الاجتماعي للفيلم وتجلى ذلك من خلال:

 - اللقطات الموغلة في التفاصيل المشهدية الواصفة من دون تقطيع كثير
- تقليل من  وتيرة المونتاج.
- حضور الحوار لشرح قضايا الفيلم وإثارة النقاش وربما لبسط رؤية المخرج
إستحالة كونها صامتة لأن الحوار ركيزة أساسية
كاميرا/  القلم سينما الحقيقة 
-  نقل واقع الطبقات المسحوقة مقابل الطبقات الميسورة بشكل شرعي أو غير شرعي – نموذج أولاد لبلاد لمحمد اسماعيل – وكذا نماذج من السينما الاجتماعية المختزلة في دراما اجتماعية لكل من سعد الشرايبي حسن بنجلون الجيلالي فرحاتي ،حكيم نوري وفريدة بليزيد 
- التركيز على أهم القضايا الكبرى التي تشغل الرأي العام كالبطالة والجريمة، والخيانة
- اعتماد القصص على شخصيات هشة تنال رضى المشاهدين لكنها سرعان ما تسقط أو تنتحر أو تنتصرعلى الواقع بطريقة النهايات التعيسة في فيلم وبعد أو النهايات المفتوحة فيلم أولاد البلاد
- اللجوء غالبا  للكادرات الثابتة وعدم تحريك الكاميرا على الكتف
- قلة أو انعدام اللقطات الكبيرة
- غياب المؤثرات البصرية فوندو وغيرها
- ابتعاد الأفلام الاجتماعية عن كل أسلوب تجريدي سواء من حيث المعالجة أو من حيث التسلسل السردي للأحداث. 
البناء وفق قاعدة الفعل ورد الفعل ثم السبب النتيجة حيث يلاقى كل مصيره حسب ثنائية الخير والشر
- التطرق لأهم المشاكل والأكثر حضورا وسط الناس كالفقر والجريمة والتطرف والغنى الفاحش مقابل الحاجة فيلم  أولاد البلاد لمحمد إسماعيل  /الهجرة والموت فيلم وبعد لنفس المخرج   / الدعارة  والاستغلال الجنسي فيلم المنسيون لحسن بنجلون أو حكيم نوري

خلاصة تركيبية

وبما أن المخرج وشركات الإنتاج تحديدا تراهن على هذه القضايا باعتبارها تعاملا مع سيناريوهات ذات عمق جماهيري فإن أساليب اشتغالها على المعالجة الدرامية تتسم بما يلي :
- عدم التعقيد في بسط خيوط القصة
- وجود قصة غرامية بطلها غالبا شخصية من محيط اجتماعي متواضع ترغب في تحقيق حلم بالنسبة للكثيرين مشروع
- خلو السرد من كل تجريب أو تعقيدات
- الرهان على مخاطبة مشاعر وقلب المشاهدين لإيجاد أنجع السبل كي يجدوا أنفسهم أو دويهم في القصة وهنا مربط الفرس.
- الرغبة في تحقيق نوع التطهير وتحصيل الانطباع أن هذا الفيلم يعالج قضية ويعري الواقع.
- ضمان على الأقل  تعاطف النقد الجماهيري معه من خلال ما يعرف بالتطهير الأخلاقي أي أن الفيلم يحقق على مستوى التخييلي ما يعجز عنه الإنسان في واقعه الحقيقي وبالتالي يتحول الفيلم إلى نوع من التأكيد على ما يعيشه الناس وكأنه يعيد رجع الصدى للواقع ومن ثمة يطمح لتحقيق موضوعيته وجديته .
- إتباع سرد خطي عادة ما ينتهي بفاجعة موت أو رحيل مرورا بمحطات التجربة فراق /حبس /أو إنتحار

عز الدين الوافي