الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
تكريم مخرج واعد بسيدي قاسم

سيشهد حفل تكريم مهرجان سيدي قاسم للسينما المغربية في دورته 17 تكريم المخرج هشام الركراكي وفيما يلي الشهادة التي أعدها الناقد السينمائي أحمد سيجلماسي هشام ركراكي : مخرج كبير في الطريق منذ أفلامه القصيرة الأولى برهن الفنان محمد هشام ركراكي (من مواليد الرباط يوم 25 أبريل 1967) عن علو كعبه في الإخراج السينمائي ، والدليل على ذلك الصدى الطيب والإيجابي جدا الذي خلفه فيلمه الأخير " نداء ترانغ " (2015) في أوساط النقاد والسينفيليين وعشاق السينما الرفيعة عموما ، وكذا الجوائز العديدة التي حصدها هنا وهناك اعتبارا لعمقه الإنساني وتمكن صاحبه من أدوات التعبير بالصورة والصوت . ليس غريبا إذن أن يتميز هشام ركراكي إبداعيا عن غيره من سينمائيي جيله ، فهو غير متسرع مثل الكثيرين منهم . لقد آمن بالتكوين الرصين وبالممارسة الميدانية ، شأنه في ذلك شأن المبدع محمد مفتكر ، وبعد دراسته للأدب الأنجليزي والمسرح المعاصر أولا بالمغرب (جامعة ابن طفيل) وبعد ذلك بالمملكة المتحدة (جامعتي إسيكس و لانكاستر) توجه سنة 1992 إلى السينما والسمعي البصري واشتغل في أعمال مغربية وأجنبية كمساعد في الإنتاج أول الأمر ، الشيء الذي مكنه من الإنفتاح ميدانيا ، طيلة عقدين من الزمان ، على مختلف التخصصات السينمائية وأهله ليدخل مجالي الإنتاج والإخراج من بابهما الواسع عبر تنفيذ إنتاج أفلام تلفزيونية لفائدة قناة " دوزيم " (" القسم 8 " من إخراج جمال بلمجدوب وبطولة فاطمة خير ، نموذجا) وإخراج أفلامه القصيرة الثلاثة الأولى ابتداء من سنة 2013 : " ريكلاج " (بالإشتراك مع إدريس كايدي) و " الراية " ثم " نداء ترانغ " . نحن في المغرب في حاجة إلى مخرجين مبدعين لهم خلفية ثقافية صلبة وتجربة ميدانية معتبرة راكموها طيلة مسيرتهم الفنية ، وهشام ركراكي واحد منهم ، لأنه مثقف وفنان مرهف الإحساس استفاد من خبرات مبدعين عالميين كبار اشتغل إلى جانبهم أمثال مارتن سكورسيزي وريدلي سكوط وأوليفر سطون وغيرهم ، وأصبح قادرا على العطاء بتميز كمدير إنتاج أو مؤطر بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما أو مخرج . عندما يتكلم هشام يحسن اختيار عباراته ويقنع المستمعين إليه بعمقها ، كما يقنع مشاهدي أفلامه بجدتها وجودتها وصدقها وكونية مضامينها . إنه مبدع بكل ما في الكلمة من معنى ، يسير ثابت الخطى على الطريق الصحيح ، وبعد أفلامه القصيرة سيتحفنا لا محالة بأفلام طويلة مشرفة له ولنا كمغاربة . نتمنى له كامل التوفيق والنجاح .

أحمد سيجلماسي