الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
الذكرى السنوية الأولى لفقدان محمد البصطاوي(1954-2014)


يوم الأربعاء 17 دجنبر من السنة الماضية (2014) انتشر خبر وفاة الفقيد محمد البصطاوي ، طبعا الأمر لم يكن بالنسبة لنا و لعدد من متابعي الحركة الفنية بالمغرب  يعتبر  مجرد خبر وفاة عابر، لاعتبارات عديدة أولها بالنسبة لنا أنه عاش معنا في خريبكة وعبر خشبة دار الشباب بالمدينة و ركح قاعة الأفراح ودار الثقافة (الكنيسة سابقا) ...، وكان كذلك عضوا ضمن المجلس الإداري لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، والمناسبة ليست للرثاء وإنما لاستعادت جزء مما نعتقده إرثا ثقافيا ساهم فيه الفقيد عن وعي أو بعفوية ...  


   ذالك هو محمد البصطاوي الذي افتقدناه جميعا . انه واحدا من اللذين ساهموا رفقت عدد ليس باليسير من أبناء هذا الوطن في تأثيث الركح المسرحي بمدينة خريبكة باعتبارها موطأ قدمه الأولى، بعدما رأى النور سنة 1954  بقرية  امرزيك التي تقع غرب مدينة خريبكة حيث انبلجت وتطورت ملكاته الفنية في مجال الأداء (التمثيل)  "  -1- منذ فترته الأولى من الشباب عندما كان تلميذا بإعدادية الإمام مالك بخريبكة .. إذ كان خلالها  ليس فقط مشاركا في الأنشطة الثقافية التي كانت تنظمها الإعدادية،  ولكنه كان ميالا بطبعه إلى التأليف الغنائي ، والدرامي، والغناء، والتشخيص، وخلق أجواء فرجوية بين زملائه. وسيشرع في شحذ ملكاته أمام عموم الجمهـور وتطويرها بدار الشباب  في صيغتها الأولـــى والتي كان مقرها حيث توجد المقاطعة الحضرية الأولى بخريبكة، لتصبح بعد ذلك بشارع الزلاقة، وبقاعة الأفراح وبدار الثقافة ودار الشباب التابعة للمكتب الشريف لفوسفاط بالحي القديم لعمال الفوسفاط والتي ستنتقل بملاحق المسجد المحمدي . . . إنها مقرات ومراحل الانبلاج الأولى والتي لم تكن ميولات مراهقة أو (فوران) شبابي بل كانت موهبة ستؤكدها السنوات القادمة من حياة إنسان عادي جدا، له جوانب خفية في شخصيته.


1 - ممثل دون ناسخ  وربما دون منسوخ له ...


 مر الفقيد محمد بسطاوي مثل كل ممارسي المسرح في فترات السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي عبر: مرحلة " ما قبل الهواية "، ولتمرير فكرة أو موقف كان التقليد والمحاكاة من خلال نماذج من السكيتشات المعتمدة على مواقف ضاحكة و خلق أجواء فرجوية، ومنها ما يحمل شحنات وأفكار منتقدة لسلوكيات منحرفة داخل المجتمع والتي ستتطور مع تراكم العروض. وتدخل الفترة الموالية ضمن خانة " مسرح الهواة " والتي ستطور تجاربه بالاعتماد على نصوص مسرحية مؤلفة من طرف آخرين وعلى تجارب إخراجية وتدا ريب واحتكاك بفرق مسرحية على المستوى الوطني من خلال مهرجانات مسرح الهواة. وبعودتنا  إلى " رييرتوار البداية"  للفقيد بخريبكة أي الفترة " التأسيسية " ، نجد الأعمال المسرحية التي ساهم  فيها – باعتبار ما كان يقدم عملا جماعيا- تميزت بمعالجة عدد من القضايا الاجتماعية الفردية أو الجماعية : كالشعوذة، البطالة، والسكن الغير الشريف، وقضايا الصراع الطبقي والتي تتطرق للتراتبية التي تعرفها المناجم الفوسفاطية بشكل كوميدي حيث نجد المسير شخصا أميا أو امازيغيا لا يعرف  الفرنسية ولا العربية ويترجم التوجيهات بشكل غير صحيح مما يعرض العامل لعقوبات تعسفية !!كما كانت القضية الفلسطينية إحدى أهم المواضيع التي عالجتها المسرحيات التي اشتغل عليها الفقيد البسطاوي أثناء فترة " الهواية" إنها أعمال تساير الواقع الاجتماعي والثقافي الذي تعرفه المدينة خصوصا مع امتدادات الحركة النقابية والحركات الاضرابية التي يعرفها هذا القطاع فكانت المسرحيات تنحو نحو  مواجهة الظلم الذي يعاني منه المنجمي من طرف (الشاف/ مسير الورش).  


    فنص " الكبوط "  كرمز لصاحبه، اعتمد على موضوع  مساعد بائع الملابس ومدى قدرته على مواجهة إغراءات الزبناء، أما مسرحية " سيدي بوزيتونة " فتقارب موضوع الشعوذة وتغلغله بالمجتمع و " الكنز " حول المقاومة بالمناطق الصحراوية، و " ضباب عند الفجر " حول حياة متفرج دخل خطئا إلى قاعة عرض مسرحي ليجد نفسه يحكي عن ماضيه والحياة الأليمة التي ولد وعاش فيها وتنتهي المسرحية ب: 


    "لقد قرروا شنقي قبل الفجر.. لكن قبل شنقي أطلب منكم أن تعيدوا القسمة.." أما مسرحية "إمبراطورية الشحاذين" فقد فازت بأحسن نص مسرحي لحوري الحسين بمهرجان البيضاء للمسرح سنة 1982 وهي تعالج إشكالات عشاق الفن المسرحي الراغبين في تغيير الوضع الاجتماعي بينما  هم  عاجزون عن أداء واجبات كراء غرفة وسط حشد من السكان. مسرحية " صفية ضيعت اللبن " فجاءت على شكل مقامة .. فيما ذهبت مسرحية  "الذباب" إلى إدانة  الامبريالية بكافة أشكالها الوحشية في إبادة الإنسان والطبيعة مستغلة ضعف الأنظمة القائمة بعدد من الدول التي تسايرها .


وخلال قيامي بعمليات الرصد والتوثيق وجدت صعوبة في الحصول على وثائق تثبت القول، أو تصريحات تستقر على تاريخ أو معطى مما جعلني أبحث فيما جمعت من كلام القول: إن  " الفقيد ميوله للتشخيص لم يكن ورائها تأثير أو تأثر " و أن الحقبة التي نتحدث عنها أي السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي تتصف بشح المعلومة ،والفضاءات الثقافية : كانت خزانة الكتب (الوحيدة حينها وهي حاليا مقفلة قرب مركز الدرك أو بعض الكتب القليلة بدار الشباب)، أو بعض الكتب أو المسرحيات التي يوفرها بعض الأساتذة ، هذا فضلا عما عرفته مدينة خريبكة من تنشيط ثقافي مستمر على مدار قرن من زمن تاريخ تواجد التجمع الحضري بالمدينة العمالية ، إلا أن كافة الأنشطة الثقافية لخريبكة كانت ولازالت تمر بصخب الماء العابر لكومات التبن .


كما أن الحلقة  وأبطالها مثل : ولد خرشاش ، نعينيعة ، الحجاجي ، الزيتوني  ... الخ ، والتي عرفتها ساحات مدينة خريبكة وسوقها الأسبوعي بمثابة نسمة صباح تمنح للفقيد ورفاق دربه المسرحي بالإبداع في المجال ، مسرحيات بنفحات عن وعي أو غير وعي لمسرح : الحلقة ، والبريختية ، وكوميديا موليير ، مسرح المونودراما ... الخ من الأشكال التعبيرية مسرحيا ، نجدها في عدد من المشاركات خارج مدينة خريبكة عبر العروض المسرحية أو المشاركة في اقصائيات مسرح الهواة ،والتي ستتطور بالاستفادة من التداريب المسرحية  والاحتكاك برواد مسرح الهواة أمثال : محمد مسكين ،يوسف فاضل ، محمد الكغاط ، محمد تيمود ... 


لقد أبدع وخلق عدد من الشخصيات حسب تأكيد عدد من أصدقائه (2) :  " إن شخصية "شعيبة " كان إحدى شخصياته بعدد من المسرحيات أما شقيقه حسن الذي شاركه في عدد من المسرحيات (3)فأضاف أن شخصية " بلحبشية " التي جاءت في   السلسلة التلفزية كنزة فالدور فهي حقيقية انه جد الفقيد " وأضاف حسن أن الفقيد كان يقوم بدور مساعد مخرج بعدد من الإعمال التلفزية التي شارك فيها وان كان ذالك لا يذكر على مستوى الجنيريك كما أن عدد من الحركات المعهودة لديه في حياته العادية كانت توظف بالأعمال التي ليست من توقيعه بل هو أصلا ممثل فيها فقط ..." ، والسؤال الافتراضي الذي ظل عالقا  : هل الفقيد سيكون " ممثل خارج النص ؟  والجواب عليه يتطلب مزيدا من الأعمال الأخرى المتنوعة ... ولكن النهاية كانت قبل اكتمال الصورة . 


 ومع تراكم التجارب والسنوات ظل الفقيد وفيا لطبقته التي تمد يدها دون أن يطلب منها ذالك ما قاله ، عبد السلام الكلاعي(2) :  " ...كنت استعين بكرسي متحرك ، وذات ظهيرة وانأ ذاهب ... مر بجانبي الصديق البسطاوي مرفوقا بالعديد من الفنانين والمخرجين الآخرين ولكنه هو الوحيد الذي انتبه حينها أنني اقترب من عتبة طوار لن أتمكن من اعتلائها وحدي فأسرع خطواته ليساعدني وأخذت لنا إحدى الصحف صورة ونشرتها ...فعل بسيط قام به محمد البسطاوي بفطرته وحدسه الانسانيين غير شيئا في الحياة  .."


إن شخصية  محمد البسطاوي المسرحية ، برزت على خشبة  المسرح لان الممثل يكون وجه لوجه مع  حقيقة قدراته و لا تمنح له إمكانيات قصوى لتصحيح أخطاء ما في الاداء  ، عكس التشخيص أمام عدسات التصوير، إن ما يمكن أن تتصف به شخصية " الفقيد البسطاوي " من خلال الأعمال أو الشخصيات التي قدمها / جسدها  ، نجد فيه مجموعة من خصائص الممثل وعلى الرغم من ذلك لم يصل إلى " مستوى الممثل الإشكالي أو على النقيض ، الممثل النمطي الذي يعيد ذاته في كافة الأعمال الموالية  "  و المستوى - الأول - يتطلب منه أن يشارك في أعمال ذات منحنيات درامية متضادة داخل عمل واحد صحيح أن التجهيزات التقنية التي أصبحت توفرها صناعة الصورة تقدم نسبا جد متقدمة لنجاح العمل دون الاعتماد كليا على الممثل ، أما الحالة النمطية أو الممثل الذي يأكل ذاته من خلال الظهور الدائم وخصوص عبر التلفزة فالأكيد انه سوف يكون نمطيا -  إلا -  إذا كان أمام مخرج مبدع ينزع عنه نمطيته وهذا إشكال آخر ، فما هي خصائص الفقيد محمد البسطاوي الممثل ؟


 إن الأعمال التي شارك فيها وعلى اختلافها سواء منها المسرحية أو التلفزية أو السينمائية تعطينا مجوعة من الانطباعات التي نستنتج منها خاصية هذه الشخصية كما هو مصنف في خصائص أو تعريفات الممثل ،ففي عمل نجده يقدم ذاته كما هو في حياته اليومية وهذا يتقاسم فيه مع اغلب الممثلين المغاربة ، لان اغلب المشتغلين بصناعة الصورة المرئية بالمغرب لا يعطون لإدارة الممثل أهمية في أعمالهم أو لاعتبارات أخرى ؟   ومن " ممثل الشخصية " نجده في أعمال أخرى ممثلا طبيعيا أو شعبيا أو شعبويا أي انه يجسد أشخاصا نصادفهم في عوالمنا اليومية " فيمثل بفطرته وينجح متى توفق المخرج في إبقائه بعيدا عن مراقبة ذاته إنها خاصية ممثل سينما المؤلف " (5) وهو الاتجاه الذي ينهجه عدد من المشتغلين في صناعة الصورة المغاربة مع الإشارة إلى أن البعض منهم لو عرف أسس هذه السينما لنفى نفيا قاطعا تبني توجهاتها الفكرية و الايديلوجية .


ادن لقد كانت للفقيد شخصية مسرحية قابلة لمجانبة النمطية ( واعتقد أن ذالك سيكون مع الزمن ولكن كانت النهاية قبل ذلك) وعن نمطية البسطاوي كتب فؤاد زوريق (6) : " ... التقيت به بمهرجان السينما والهجرة بهولندا ، وكنت اعتقد أنني سألتقي بمحمد البسطاوي الممثل ، كما تعودنا من اغلب الممثلين المغاربة ، فكلما التقيت بأحدهم تجده هو نفسه ذالك الممثل الذي يظهر على الشاشة ، ذلك الذي لا يفرق بين دور الضابط والنجار واللص والعجوز والموظف ، و.. في الواقع ، لكن حدسي خاب هذه المرة فالتقيت بمحمد البسطاوي ، ذلك الفنان الواعي بهذا الفرق ، ذلك الإنسان المغاير تماما ، لن تتعرف عليه إلا من خلال ملامحه وشكله .. "  .أما فاطمة الإفريقي(7) فقد التقت به في مكان آخر وتذكرت اللحظة وكتب  " ... اكتشفت بأنك حزين جدا ، لا تشبه شخصيات مسرحياتك التي توزع باقات الفرح ... وبأنك طيب جد : لا تشبه الرجال الأشرار والقصاة والانتهازيين الذين برعت في تشخيصهم على الشاشات بكثير من الصدق والمحاكاة ...بارعا في نحث الأحاسيس على تجاعيد التعبير عميق في تقمص الانفعالات ، ومغامرا في الغوص في عمق الشخوص ، ودقيقا في رسم حالات الكآبة والفرح والموت والحياة ، بالنظرة والكلام ، بالرعشة ، وبالصمت ..."


المدينة ... المحبوبة ...


المدينة التي ستكرمه عبر مهرجانها للسينما الإفريقية بالدورة السابعة لسنة 2000، وهذا أول تكريم له في حياته ، وأصبح عضوا ضمن المجلس الإداري للمهرجان قبل عقد الدورة السابعة عشر لسنة 2014 ، وعند مماته أقامت  له مدينته اكبر حفل تأبين (10-01-2015) إلى حدود كتابة هذه السطور من طرف مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة بحضور كل أصدقائه محليا وجهويا ووطنيا ، ولاعتبارات فنية وإبداعية فالجوائز التي ستقدمها في الدورة الثامنة عشر لسنة 2015 والدورات القادمة الخاصة بالتشخيص الرجالي ستحمل اسمه مثل الجائزة الكبرى للمهرجان التي تحمل اسم " عثمان صامبين " ،وبدالك يكون مهرجان السينما الإفريقية  بخريبكة ، قد حقق الخلود لاسم محمد البسطاوي .


وعن علاقة الفقيد بمدينته ، اغلب من سألتهم عن هذه العلاقة كانت أجوبتهم غير واضحة و بها التباسات وكان الاستنتاج وليس الجواب " أن خريبكة لعوامل عديدة  منها خانة الوضع الأمني الذي  سطره لها الفرنسيون واحتفظ بذلك نظرا لوجود طبقة عمالية ، كما أن المدينة اعتبرت مركزا لمعاقبة العاقين للدولة الفرنسية وبعدها الدولة المغربية وهدا انعكس بشكل كبير على جوانب عدة منها العمراني والحضري والنفسي ...فظلت خريبكة قرية باسم مدينة وكل منتسب لها ، هو (يتصف )بالقروي والجاهل والأمي ...وكل الأوصاف التي يمكن أن ينعث بها من ، له مصير دون قيمة " تكريسا للحتمية الطبيعية " لذلك  نجد   " عقدت التنكر للأب أو الأم " ، وهذه الصورة النمطية عن ساكني هذه المدينة ستضاعف " الاغتراب والانفصام الجيني " مع توالي السنوات اثر انفجار " ظاهرة الاغتراب / التهجير نحو ايطاليا " والتي التصقت بساكنة مدينة خريبكة وهي مغالطة فالذين ذهبوا أو بالأحرى هجروا (بضم الهاء)ودائما بهواجس أمنية هم قرويين لم يدخلوا مطلقا للمدارس أو عاشوا لحظات بها ليجدوا أنفسهم بأحد شوارع " باليرمو " جاءوا إليها من جوانب خريبكة " بني اخلف " وهي قرية تقع شملا للمدينة و " بني مسكين " جنوب المدينة فالواحد منهم يغيب لمدة لا تقل عن السنة ويعود بأخر ما أبدعته صناعة السيارات و لا يعرف كيف يكتب اسمه ، " إنهم الأوباش – هكذا سماهم المؤرخون-الذين قضوا على الإمبراطورية الرومانية وإنها السباحة في النهر مرتين ، وهذه حقيقة وقعت في تاريخ الإنسانية مرة في جسم اكبر إمبراطورية في عصرها وحاليا بأكبر خزان للفوسفاط ...؟ ليعيد التاريخ نفسه ؟ "إذن هذا عامل أساسي والجميع مطالب بكسر هذه الشرانق لاكتساب مناعات وقدرات على الانتصار  والافتخار بالأب و بالأم ، ولعله الم  عميق أخر . وهذه التجربة (الاغتراب) سيعيشها الفقيد ، بعد الخدمة العسكرية التي قضاها بالحسيمة (1973 - 1976) ، وبالثكنة العسكرية كان يساهم إلى جانب زملاء له في إعداد وتنفيذ مسرحيات خلال السنوات الثلاث التي قضاها بالجندية وعن جزء من هذه الفترة يشير بلعيد اكريديس (8) " اعددنا معا مسرحية الكنز وكان ريع مداخلها لفائدة المصالح الاجتماعية للقوات المسلحة ..." ، وبعدما سرح من الجندية وفي إطار التعاون مع دولة العراق  شارك حينها عبر عقد عمل بصفة سائق بإحدى الشركات العراقية مدة سنة واحدة ، وقضى بعض الوقت بمدينة ولادته ليدخل بدوره ضمن " دائرة الاغتراب الايطالي "  وهناك حيث مارس " مهنة " بائع جائل ولم يدم ذلك إلا وقت وجيز فعاد سنة 1987 وكانت العودة مجددا لمتابعة شق مسار فنان في مجال المسرح ... والتشخيص للتلفزة والسينما .


 ولنعود إلى البدايات من حياة الفقيد الذي رغب في مكان ضمن المشهد الفني المغرب وليحصل ذلك انتقل إلى مدن المركز حيث شروط الارتقاء اكبر وكانت بداية " الألف ميل " مع " فرقة مسرح اليوم " في النصف الثاني من الثمانينات من القرن الماضي وقد عرضة مسرحية " سويرتي مولانا " في إطار ملتقى السينما الإفريقية  ، وكانت الجولات التي قام بها مع الفرقة عبر أرجاء الوطن وعبر العالم العربي ،وعبر سلسلة من العروض المسرحية بمثابة الشحنة التي دفعة به وبطاقاته للعطاء والذهاب ابعد... وبعد هذه التجربة القوية من حيث مضامين النصوص المسرحية التي كانت عنصر أساسيا جنبا لجنب مع آخرين (6)انتقل إلى  " فرقة مسرح الشمس " والتي أعطت الفقيد والمسرح المغربي إشعاعا إبداعيا سجلها تاريخ المسرح المغربي والعربي ، وعلى اثر انطلاق التلفزة المغربية بقناتها الأولى والثانية وانفتاحها على الانتاجات المغربية و " مجددا عبر المسلسلات العائلية والتي ظهر فيها بصورة البدوي العنيف صورة المواطن العربي الصلب الذي لا يقبل أن يظهر منبطحا أو مهزوما أو (مذلولا ) أمام الزوجة التي ظل يظهر لها انه لن يكن لها سوى الاعتزاز والافتخار وحتى الغيرة هذه هي الشخصية التي ظهر فيها خلال التجارب التلفزية أو هذا ما ترجمته ملامح و تقاسيم وجهه والتي تكون في الغالب أهم للتعبير عن الشخصية المرغوب تفسيرها . . ." (10) .


أما التجارب السينمائية فان المخرج السينمائي قد يختلف عن المخرج التلفزي في تدبير شخصياته فانه ظهر مختلفا عن البطائق (النمطية) التي يقدمها التلفزيون للممثلين وقد سعى المخرجون السينمائيون الذين اشتغل معهم على ( تخليصه )من الشخصية التي رسمت في ذهنية الجمهور من خلال مجموعة من المسلسلات التلفزية منها : جنان الكرمة ، المجذوب،صقر الأطلس . .. الخ  وكان  أثنائها وبعدها ... شريط كنوز الأطلس (1997) تجربة للفقيد في مجال السينما  وسجل مع داود أولاد  السيد ثلاثة أشرطة ونفس الرقم مع كمال كمال ومع سعد الشريبي شريطين ، وشريط واحد مع: الجيلالي  فرحاتي سعيد بنسعيد، فريد بليزيد، محمد إسماعيل،وفوزي بنسعيد،محمد العسلي محمد إسماعيل ...وكانت النهاية مع محمد مفتكر. 


الرصد المسرحي  للفقيد بخريبكة


1 - جمعية النصر للمسرح والموسيقى بخريبكة .



2 - جمعية مسرح الشباب بخريبكة .



وفي إطار" جمعية مسرح اليوم " ، ومع الفرقة و" فرقة مسرح الشمس"


هــــــــــــــــــــوامـــــــــــش
(1) - (7) ثلاث عبدالعزيز كتب يوم : 17 دجنبر 2014 ، " الوداع الأخير لمحمد البسطاوي صلب الملامح ، ناشر البسمة في النفوس . . " منشور بعدد من الصحف والمغربية والمواقع الرقمية .
(2)كل من احمد لوديلي ، إدريس الطلبي ، احمد النحلة ، علال الهمداني... وآخرين هم شلة من ممارسي المسرح بمدينة خريبكة منذ السبعينيات من القرن الماضي منهم من شارك إلى جانب الفقيد أو شاهد احد الأعمال التي قدمها أيامها .
(3) حسن البسطاوي فنان تشكيلي ، ممثل ، مصمم ديكورات وسينوغرافية .
(4) جريدة المساء المغربية عدد يوم 25/12/2015 ، عبد السلام الكلاعي سينمائي مغربي .
(5) حول موضوع الممثل مابين المسرح والشاشة : يوري لوتمان، قضايا علم الجمال السّينمائي ، وموضوع : قضايا علم الجمال السّينمائي، سلسلة الفن السّابع، منشورات وزارة الثقافة، المؤسسة العامة للسينما، دمشق 2001 .
(6) فؤاد زريق صحافي مغربي ، كتب يوم 28 -12-2014 .
(7)فاطمة الإفريقي صحافية مغربية ، كتبة بجريدة المساء بتاريخ 28-12-2014 .
(8) مسرحية الكنز من إخراج الحوري الحسين وأعاد إخراجها وجددا ، بلعيد اكرديس وحينها كان موظفا بالمكتب الشريف للفوسفاط ، وسوف يقدمان أعمال مسرحية أخرى هي ضمن الجدول الخاص .
(9) يقول محمد خوي حول هذه التجربة : " حين كنا بالقاهرة قرب الأهرامات بمعية فاضل ولمباركي ، وحينه أخدنا قرار تأسيس " فرقة الشمس " كانت البداية ..." جريدة الاتحاد الاشتراكي المغربية ليوم 30 -12-2014 .
(10) انظر1 و 7، الوداع الأخير لمحمد البسطاوي صلب الملامح ، ناشر البسمة في النفوس . .
ثلا ث عبد العزيز صالح