الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  كسر الخاطر    
كوبولا و جوائز مهرجان مراكش السينمائي، فعلا " للعظماء أخطاء تماثلهم في عظمتهم"

  عبد الإله الجوهري   

بعد أسبوع من الفرجة السينمائية الراقية و اللقاءات السينمائية المتميزة و التنظيم المحترم رغم بعض الهفوات التي لم تؤثر على السير العام للدورة ، يختتم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش على ايقاع الإرتباك و النتائج اللا متوقعة ، نتائج اراد من خلالها العراب كوبولا أن يكون فعلا عرابا لكل الأفلام المشاركة بمنحها جوائز هلامية ، اساسا جائزة لجنة التحكيم التي منحت لأربعة عشر فيلما بالتساوي ، لتتحول الأفراح الى أتراح و الخشبة الى سوق لتسلم الدروع بالجملة ، بل تحول الحفل الى عرس شعبي ، علا فيه ايقاع اللخبطة و اللمز و الهمز و الخروج و الدخول و الصعود والنزول ، لمخرجين بدوا مذهولين لهول المفاجأة و استغراب من في القاعة تصفيقا و زعيقا ..


كوبولا هدم الخيمة فوق رؤوس المنظمين و معهم المشاركين و جل الحالمين بمهرجان سينمائي مراكشي كبير ، بإصراره ، و معه طبعا باقي اعضاء اللجنة ، على أن يوجه دفة الحكم في الحفل بالإتجاه الذي يريد ، اتجاه جعل كل المشاركين سعداء كأطفال ليلة العيد ، موزعا عليهم الهدايا و الكلام الكبير ، حيث تساوى في ذلك الغث والسمين . 


نتائج وصفها المخرج عبد السلام كلاعي بقوله : " نتائج المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش أقل ما يمكن أن أقول عليها أنها كانت مفاجئة جداً بالنسبة لي و تدعوا للإستغراب: النجمة الذهبية لفيلم "فيلم كثير كبير" اللبناني الذي لم يكن أبداً أفضل الأفلام، على الإطلاق، في نظري و لا أعمقها حساً، ثم جائزة لجنة التحكيم مُنحت لأربعة عشر فيلما ، بتبرير تقديم الجائزة للسينما نفسها " .


جوائز سوريالية وصفها الناقد عبد الكريم واكريم قائلا : " من الغريب والسوريالي والمضحك ان ينال 14 فيلما جائزة لجنة التحكيم حتى لو كان كوبولا هو رئيس هذه اللجنة، ولو كان هذا الأخير يأخذ بمأخذ الجد مهرجان مراكش لما فعلها، ولا أظنها ممكنة التحقق في مهرجانات كبرى تحترم نفسها ككان والبندقية وبرلين وغيرها، وربما هي سابقة ستتندر بها المحافل السينمائية الدولية ولن تتكرر أبدا وستظل سبة في جبين هذا المهرجان " .


العيب في كل ما حدث ، لا يتحمل وزره كوبولا لوحده أو حتى رفقة جماعته ( باقي اعضاء لجنة التحكيم ) بل يتحمله معه ، أصحاب الحفل و المهرجان ، أصحاب تركوا الرجل الذي بلغ من العمر عتيا أن يفعل بمهرجانهم ما يشاء و يفرض عليهم إرادته اللامنطقية . ارادة هدت ما بني منذ سنوات ، و حولت اللحظة السينمائية لمأساة بل فتحت الباب على اليباب ..


" للعظماء أخطاء تماثلهم في عظمتهم " ، مثل شهير ، انطبق بالتمام و الكمال على مخرجنا الأعظم فرنسيس فورد كوبولا و هو يوزع جوائز العيد ، عفوا ، جوائز مسابقة أرادها أن تفرغ من محتواها بتصرفه الخاطئ الأعوج ..



عبد الإله الجوهري