الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
ندوة "السينما والموسيقى" في مهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة

 في إطار فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان "الأيام السينمائية لدكالة – السينما والموسيقى"التي نظمت بمدينة الجديدة من 21 إلى 24 أكتوبر 2015، وبمؤسسة عبد الواحد القادري، وهو فضاء ثقافي، فني وتاريخي، ذو صبغة معمارية وجمالية متميزة، تم تنظيم ندوة فكرية خلال يومي الخميس والجمعة (22/23 أكتوبر)تمحورت حول تيمة مهرجان الجديدة السينمائي والتي يتميز بها ضمن خارطة بقية المهرجانات السينمائية المغربية ألا وهي: "السينما والموسيقي" أدارها الباحث ورئيس المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكةالدكتور الحبيب ناصري، بينما شارك فيها نقاد وباحثون سينمائيون على النحو التالي:


1 –في اليوم الأول: قدمت الأستاذة أماني علام ناقدة وإعلامية من مصر، ورقة مستفيضة حول: "السينما الاستعراضية المصرية" التي انتشرت سواء عبر الأفلام السينمائية أو البث التلفزي في كثير من البلدان العربية وضمنها المغرب، حيث قدمت أماني في البداية تعريفات دقيقة للفصل بين: "الفيلم الموسيقي" والفيلم الغنائي" ثم "الفيلم الاستعراضي" مدلية بنماذج لكل نوع على حدة وببعض الأسماء التي اشتغلت في كل هذه الأنماط الفيلمية التي لها ارتباط قوي بالموسيقى مثل:  محمد عبد الوهاب في فيلم ( الوردة البيضاء)1933 من إخراج محمد كريم وليلى مراد في (يحيا الحب) ونور الهدى في (لست ملاكا) إلى أن وصلت إلى محمد عبد المطلب و عبد الغني السيد وعبد العزيز محمود وشادية وسعاد حسني وفريد الأطرش فعبد الحليم حافظ الذي قدم قرابة 20فيلما استعراضيا بدءا من: (لحن الوفاء) سنة 1955 مع شادية مرورا بفيلمي: (الخطايا) سنة 1960 مع نادية لطفي ثم (معبودة الجماهير)عام  1967 إلى جانب شادية أيضا، وصولا إلى قمة الأفلام الاستعراضية المصرية (أبي فو الشجرة) من إخراج حسين كمال سنة 1969 والذي شاركه في البطولة كل من نادية لطفي، ميرفيت أمين وعماد حمدي ... وقدمت خلاله باقة من أجمل الأغاني الاستعراضية التي كانت ولاتزال وستظل راسخة على الخصوص في أذهان جيل سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي: مثل (قاضي البلاج) و(دقوا الشماسي) و(خالي القلب) ثم (الهوى هوايا)...


2 - في المداخلة الثانية قدم الناقد السينمائي المغربي الأستاذ عبد الكريم واكريمورقة حول: "الموسيقى كعنصر أساسي في خدمة التعبير السينمائي" حيث لاحظ أن الموسيقى رافقت الفن السابع منذ نشأته، ومنذ انطلاق السينما الصامتة، حيث كان عازف على البيانو أو فرقة موسيقية يعلقان على الفيلم بمقطوعات  موسيقية مؤلَّفة مسبقا أويتم ارتجالها أو ارتجال الكثير من مقاطعها حسب المواقف الكوميدية أو الدرامية أو مشاعر الشخوص وظروفها بالفيلم أثناء مشاهدته !... لكن البدء في تأليف مقطوعات سينمائية خاصة بالأفلام، لم يتمإلا مع ظهور السينما الناطقة، لتصبح الموسيقى التصويرية عنصرا ضروريا بعد ذلك مع استثناءات قليلة جدا.


وقد عرف تاريخ السينما في العالم ظهور "دويتوهات" سينمائية جمعت مخرجين ومؤلفين موسيقيين اشتغلوا مع بعضهم لمدة طويلة.ومع مرور الزمن جددت مدارس وموجات سينمائية في تعاملها مع الموسيقى التصويرية للأفلام، وتبقى أهم هذه النماذج هو نموذج "الموجة الفرنسية الجديدة"، خصوصا في استعمالها لموسيقى الجاز.


3–أما في اليوم الثاني، فقد كانت ورقة الباحث والناقد السينمائي المصري الأستاذسامي حلمي - وهو كاتب ذو خبرة نوعية كبيرة في مجال السينما صدر له أكثر من عشرة كتب في دائرة اهتمامه  - خاصة بموضوع "السينما الغنائية المصرية" والتي تقاطعت وتكاملت مع ورقة زميلته أماني فيما طرحته حول موضوع الغناء والرقص في السينما المصرية...حيث ذكر الأستاذ ساميبأسماء عديدة ووازنة جمعت بين الرقص والغناء والتمثيل، لمعت في هذا النوع من السينما الغنائية بمصر لا سيما في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، أمثال الفنانة نعيمة عاكف وتحية كاريوكا وسامية جمال والطفلة المعجزة آنذاك فيروز ... ومن الرجال إسماعيل ياسين وشكوكو وعبد المنعم إبراهيم وعبد السلام النابلسي ...


 كما أدلى بأسماء أشهر مخرجي الأفلام الغنائية المصرية وبعض أفلامهم في تلك المرحلة وعلى رأسهم الشقيقان حسين فوزي:(ليلة الفرح) – (لهاليبو) – (بلبل أفندي)– (أحبك ياحسن)... ثم عباس كامل: (عيني بترف)– (شباك حبيبي) – (فيروز هانم) – (أسمر وجميل) ...


وقد تم إغناء مداخلات هؤلاء الأساتذة من طرف الحاضرين سواء من ضيوف المهرجان أو من مرتادي مكتبة المؤسسة المذكورة: طلبة وباحثون الشيء الذي أثرى المناقشة والندوة ككل. مما يؤكد تعطش المتلقي – لاسيما الشباب - لمثل هذه الموضوعات والأسئلة التي تنبش في حقلي السينما والموسيقى. وللتذكير فقط، فكل هذه المداخلات القيمة سنعمل على جمعها ونشرها في كتاب سيصدر في إطار سلسلة: " منشورات الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة" في مستهل الدورة المقبلة إن شاء الله من نفس المهرجان، كما فعلنا مع ندوة الدورة الأولى: "السينما والأدب" سنة 2010 /2011 ثم مع ندوتي الدورتين الثانية والثالثة اللتين تم جمعهما في كتاب "السينما والموسيقى".2013 / 2014.


 


 

خالد الخضري-