يواصل فيلم ..الموشومة.. للمخرج لحسن زينون مساره الموفق بصالات العرض الوطنية للأسبوع الخامس. ومن المؤكد انه سينتقل بعد يوم للأسبوع السادس نظرا للاقيال الذي عرفه خلال هدا الأسبوع .
وبمناسبة مشاهدة جديدة قمت بها للفيلم صحبة أحد الأصدقاء. استرعتني بالخصوص قوة الخطاب الفكري حول الذاكرة وحول الوشم كحامل لهذه الذاكرة وبالتالي الحضور المشروع للجسد كمتن لخطاب وللغة أقل ما يقال أنها ظلت ولا زالت معتقلة لم تحض بما يلزم من استكشاف ومن قراءة. إن أهمية النبش في سيرة مريريدة المرأة الموشومة أو المكتوبة كما جاء في العنوان بالفرنسية لا تكمن فقط في إثارة الانتباه لصوتها الصداح أو إلى تمردها وثورتها على صورة المرأة كما كانت عليه في مطلع القرن العشرين وقبله.إن النبش في سيرة مريريدة شبيه بنبش القبور بحثا عن الكنوز تلك القبور التي كثيرا ما تكون وهمية . قبور بنيت لطمر تلك الكنوز . وإذا كانت الكنوز إياها مادية أي عملات وأساور وخواتم .فانها في حالة النبش في سيرة ..مريريدة..كنوز رمزية علامات وخطابات مشفرة تواقة إلى حرية ظلت مفتقدة لم تجد من منفد غير انغراسها الأليم في الأجساد الغضة.إن فيلم ..الموشومة..لا يعدو ان يكون خطوة في اتجاه سبر اغوار متن ثقافي وأنتروبولوجي لا زالت تسيجه عوائق علمية إبستملوجية  وطابوهات تلبس لبوسا دينيا.
فهل استطاع زينون بمعية الفقيد محمد سكري التأسيس لدمياطي سينمائي يفكك شفرة ..مريريدة؟..هذا ما سيكون موضوع ندوة في الموضوع تعقد قريبا بمدينة الدار البيضاء.