اختتمت كما هو معلوم عشية يوم السبت 24 أكتوبر المنصرم، الدورة الخامسة لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة، حيث تم تكريم المجموعة الغنائية الشعيبة المحلية "الإخوان رحو" وهم فعلا خمسة أشقاء أعددت حولهم الورقة التالية المنشورة في كاتلوغ المهرجان. على أن أنشر تباعا بقية المواد وذلك لإشراك سائر الجديديين والدكاليين فالمغاربة عامة في الاطلاع على أهم فقرات هذه الدورة.

وحقيقة وأنا أقدم المجموعة لحظة تكريمهم بمسرح عفيفي ليلة الاختتام، انتبهت لرقم 5 الذي تحمله الدورة الحالة للمهرجان .. ولعددهم - وهم خمسة - كما أن ملصقه يحمل صورة كف مغربية يتوسطها نفس الرقم فنبهت الجمهور لهذه الملاحظة منهيا إياها بالقول: "خمسة وخميس" على الإخوان رحو وعلى مهرجان سينمائي ينظم  بصفر درهم !! دون حساب الديون .

مجموعة رحو: أشقاء في الحياة .. إخوان في الفن

هم خمسة إخوة أشقاء أصغرهم في منتصف العقد الرابع من عمره، وأكبرهم في متم العقد السادس، خمسة إخوة لم يحترفوا أية مهنة أومارسوا أي عمل اللهم الفن، الغناء الشعبي تحديدا، بعضهم يعزف على أكثر من آلة وثرية بينما اقتصر البعض الآخر على الإيقاع أو الإنشاد فقط... هاجروا منذ طفولتهم المبكرة من حد أولاد فرج مسقط رأسهم جميعا ليستقروا بالجديدة مبتدئين بفن الحلقة لينتقلوا إلى الحفلات والأعراس وكل ما يفعله شياخ الجديدة، هؤلاء الناس الذين يدخلون البهجة إلى قلوب السكان، ويرافقون العرسان والبرزاتوالهديات وإن كان جلهم – إن لم نقل كلهم- يعيشون حياة أو وضعا أقل ما يوصف به: أنهم لا يحسدون عليه.

 هم على التوالي:

السيمحمد المعروف "بالولد" هو الأكبر، عمره 69 سنة ازداد سنة 1964 بأولاد فرج حيث ولج الحرفة مع خاله الشيخ عبد السلام رحو العازف على الكمنجة حيث كان السي محمد يرافقه كعازف إيقاع على الطعريجة، بعد ذلك تعلم العزف على الوتار (الكنبري) وحين حل بالجديدة بدأ يشتغل مع مجموعة امحمد ولد العمرانية حيث تعلم العزف على الكمنجة واقتنى واحدة، ومن الشيخات اللواتي شاركنه في مجموعته الأولى للا فاطمة وللا حبيبة القاسمية، كما المرحومات بنات الفهري.

السي محمد أو الولد يمكن اعتباره ما يسترو هذه الفرقة أو عرابها أب لولدين، ويقيم كما يعيش بالحانوت الذي اكتراه سنة 1979 بسومة قدرها آنذاك 275 درهما، وقد بلغت الآن 1400 درهما. ويمكن اعتبار هذا الحانوت والكائن برقم 5 في زنقة عبد السلام جمال المتفرع من شارع الزرقطوني (بوشريط) كما حوانيت أخرى مجاورة لاسيما حانوت المرحوم الموتشو، بمثابة مكتب استقبال وعقد صفقات الحفلات والأعراس وسائر المناسبات التي تتطلب حضور الشياخ والطبالة والغياطة...

2 – يليه الشيخ أحمد (67 سنة) مزداد سنة 1948 أب لسبعة أطفال، شرع مع أخيه السي محمد كعازف إيقاع ولا يزال يشتغل بهذه الصفة مع المجموعة كما مع مجموعات أخرى وضمن الطبالة والغياطة داخل وخارج مدينة الجديدة.

3 – المختار مزداد سنة 1956 (59 سنة) عازف على ثلاث آلات: الوثار، الكمان والعود، كما الإيقاع بدأ مع شقيقيه السي محمد واحمد ثم شرع  يشتغل في الحلقة مع الشيخ الضو خلال عدة سنوات وحين أفول فن الحلقة من المدن الكبرى، عاد ليشتغل مع أشقائه ضمن مجموعة الإخوان رحو.أب لثلاثة أطفال 

4- بوشعيب – مزداد سنة 1958 (57 سنة) عازف عود وكمان، بدأ ولا يزال مع نفس المجموعة، أب لثلاثة أطفال

5 – حسن وهو أصغرهم مزداد سنة 1969 (46 سنة) عازف إيقاع، البندير بالدرجة الأولى ثم الطعريجة يشتغل ضمن مجموعة إخوته .. عازب

أهم العيوط التي تؤديها مجموعة الإخوان رحو،المرساوية ..  ومن أبرز الشيخات اللواتي اشتغلن معهم: الحاجة سعاد والشيخة السعدية والخريبكية والمراكشية، ونعيمة القصيورة، والخوضة بنت المخزني، والشيخة التايكة...

كما اشتغل الإخوان رحو متفرقين وكثنائي بين الفينة والأخرى مع بعض رموز هذا الفن الشعبي بالجديدة مثل المرحوم الموتشو، والمغاري الجفري...

شاركت المجموعة بسائر أفرادها في ملحمة "فرحة دكالة" تحت إدارة الفنان الكوريغرافي لحسن زينون، إلى جانب عدد كبير من زملائهم وزملائهم، وذلك بإشراف من  الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية حيث شاركت في عروض في بعض المدن المغربية كما بمعهد العالم العربي بباريس.

 وفي ليلة تكريمهم بالدورة الخامسة لمهرجان الأيام السينمائية لدكالة بالجديدة، أدوا قطعتين حصباوتين أثيرتين: (الحصبة) أو (رجانا في العالي) ثم (خربوشة)  .. والجميل في الأمر أنهم أدوها في انسجام كامل ودون الاعتماد على ميكرفونات ولا مكبرات صوت !!وأصروا على ذلك لإعطاء العيطةالحصباوية طابعها الأصيل والذي يعتمد بالدرجة الأولى على العزف والأداء الجيدين مع الإيقاع المحكم والصوت المبلغ دون حاجة لتقنيات أو تمويه تقني اللهم الأصالة والعفوية والصدق.

  ففعلا (خمسة وخميس) على فرقتنا الجديدية الأصلية الجامعة لخمسة أشقاء "الإخوان رحو"