الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
صارم الفاسي الفهري :
من تكريم الإسكندرية إلى تكريم سلا


  صارم الفاسي الفهري   

حظي المدير العام الحالي للمركز السينمائي المغربي بتكريمين في شهر واحد هذه السنة ، الأول في افتتاح الدورة 31 لمهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط يوم 2 شتنبر ، والثاني في افتتاح الدورة التاسعة لمهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة ليلة الإثنين 28 شتنبر 2015 .


فيما يلي ورقة تلقي بعض الأضواء على مسيرة هذه الشخصية السينمائية الوطنية :


من عالم الإنتاج إلى إدارة المركز السينمائي المغربي :   


محمد صارم الحق الفاسي الفهري (57 سنة) ، صاحب أكبر استوديوهات التصوير السينمائي والتلفزيوني بالمغرب (" سيني دينا " بحد السوالم على بعد 30 كلم من الدار البيضاء)، إسم معروف في حقل السينما ، منتجا أو منفذا للإنتاج أو مقدما لخدمات متنوعة لفائدة الإنتاجات السينمائية والتلفزيونية المغربية والدولية  المصورة بالمغرب ، عبر شركته " إم بي إس MPS " .


 عين يوم ثاني أكتوبر 2014 مديرا عاما للمركز السينمائي المغربي ، في مجلس حكومي ترأسه عبد الإله بنكيران ، رئيس الحكومة المغربية ، وذلك خلفا للمدير السابق الناقد السينمائي نور الدين الصايل (67 سنة) ، الذي قضى على رأس هذه المؤسسة السينمائية العمومية ما يفوق عشر سنوات (2003 – 2014) بقليل .


لم يتم اختيار هذا المنتج السينمائي عبثا على رأس الإدارة الوصية على قطاع السينما بالمغرب ، بل تحكمت في هذا الإختيار الموفق عدة اعتبارات لعل أهمها ما يلي :


أولا ، كون الرجل من العارفين بتفاصيل وخبايا الشأن السينمائي بالبلاد ، ومن المساهمين الفعليين عبر محطات متعددة في إرساء دعائم صناعة سينمائية لازالت في طور البناء ، سواء عبر مطالب واقتراحات غرفة منتجي الأفلام والجمعيات الأخرى التي ارتبط بها إسمه ، أو عبر مختلف الإجتماعات والأيام الدراسية والمناظرات الوطنية حول السينما والسمعي البصري التي شارك فيها ، والتي تمخضت عنها نصوص قانونية جديدة وإجراءات تحفيزية لفائدة المهنيين بغية النهوض بقطاعي السينما والتلفزيون .


ثانيا ، كون ما حققه المغرب في السنوات الأخيرة من تقدم على مستويات إنتاج الأفلام وتنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية المختلفة   واستقطاب الإنتاجات الدولية للتصوير في الفضاءات المغربية المتنوعة ، يرجع الفضل فيه إلى ديناميكيته وديناميكية فاعلين آخرين (أفرادا ومؤسسات) .


ثالثا ، كونه راهن منذ البداية على الإستثمار في العنصر البشري وفي التجديد التكنولوجي والخدماتي عبر شركته الخاصة ، التي تعتبر حاليا من أكبر شركات الإنتاج وتنفيذه بالمغرب . فهذه الشركة تتوفر على آليات متطورة وعلى استوديوهات وفضاءات مناسبة وعلى يد عاملة متخصصة في مختلف مهن السينما والسمعي البصري .


تجربة معتبرة في الإنتاج :


تجاوزت التجربة السينمائية لصارم الفاسي الفهري ، المزداد بمدينة مراكش يوم 19 أكتوبر 1958 ، ثلاثين سنة بالتمام والكمال . فقد أسس أول شركة إنتاج له سنة 1984 ، وفي سنة 1985 كلف بإدارة إنتاج فيلم  " غراميات " (1986) من إخراج وإنتاج الرائد السينمائي المغربي لطيف لحلو ، عبر شركته " سينيتيليما " .


كما أسس سنة 1987 شركته الحالية " Moroccan Productions & Services " ( إنتاجات وخدمات مغربية) التي أنتجت وساهمت في إنتاج أو تنفيذ إنتاج مجموعة محترمة من المسلسلات والأفلام السينمائية والتلفزيونية المغربية والأروبية والأمريكية وغيرها (حوالي 50 عنوانا) ، وما يفوق 200 وصلة إشهارية .


من الأفلام السينمائية المغربية التي أنتجها أو ساهم في إنتاجها صارم الفاسي الفهري نذكر العناوين التالية :  :  " بلاتو مثالي " (1990) و " جريمة غير مكتملة " (1990) لأحمد بولان و " إبن الشمس " (1990) لإدريس الطاهري و" الطفولة المغتصبة " (1993) و " سارق الأحلام " (1995) لحكيم نوري و" خمسة أفلام لمائة سنة " (1995) من إخراج فريدة بنليازيد وعبد القادر لقطع وجيلالي فرحاتي وعمر الشرايبي وحكيم نوري  و " مكتوب " (1997) لنبيل عيوش  و" العرض الأخير " (1998) لنور الدين لخماري و " سامية " (1998) لمريم باكير و " ذاكرة معتقلة " (2004) لجيلالي فرحاتي و" ملائكة الشيطان " (2007) لأحمد بولان ...


ومن الأفلام غير المغربية التي نفذ أو ساهم في إنتاجها نذكر : " نابوليون وجوزيفين – قصة حب " (1987) للأمريكي ريشارد هيفرون و " الموعد الأخير " (1987) للبريطاني رشارد سطرود و " ألف ليلة وليلة " (1989) للفرنسي فيليب دو بروكا و " الطفل الأسد " (1991) للفرنسي غران بيري و " الكونط ماكس " (1991) للإيطالي كريستيان دي سيكا  و " الليلة المقدسة " أو " ليلة القدر " (1992) للفرنسي نيكولا كلوتز ، وهو مأخود عن رواية بنفس العنوان للأديب المغربي الطاهر بنجلون ، و " مريم الناصرية " (1994) للفرنسي جان دو لانوا و " كسوة ، الخيط المفقود " (1997) للتونسية كلثوم بورناز و " أسطيريكس وأوبيليكس : مهمة كليوباترا " (2000) للفرنسي ألان شاباط و " إزنوكود " (2004) للفرنسي باتريك براودي و " أو إس إس 117 ، القاهرة عش الجواسيس " (2005) للفرنسي ميشال هزانافيسيوس و " علي بابا والأربعين لصا " (2007) للفرنسي بيير أكنين ...


عشق للصورة وعوالمها منذ المراهقة :


انطلقت المسيرة المهنية لصارم الفاسي منذ مرحلة المراهقة حيث عشق التصوير الفوتوغرافي وتعلق به ومارسه منذ كان عمره 15 سنة ، وبالموازاة مع دراسته الجامعية (التي لم تكتمل) للصيدلة وطب الأسنان ارتبط بالسينما كمهنة ثانوية ومارسها خلال عطلته الصيفية على امتداد السنوات الثلاث الأولى لعقد الثمانينات ، وفي سنة 1983 استفاد من تدريب ميداني مع طاقم السلسلة التلفزيونية الدولية "  أنو دوميني "  (A.D. = Anno Domini) من إخراج الأمريكي ستيوارت كوبير(Stuart Cooper) كانت تصور آنذاك بتونس بمشاركة المنتج المعروف عالميا طارق بن عمار ، واكتشف خلاله ميله القوي إلى الإنتاج السينمائي كمهنة وقرر منذ ذلك الحين أن يصبح منتجا سينمائيا وسمعيا بصريا .


وهكذا بدأت مسيرته المهنية الفعلية كمنتج بتأسيسه سنة 1984 لشركته الأولى ، ثم سنة 1987 لشركته الحالية (إنتاجات وخدمات مغربية - MPS) التي أصبحت ، منذ سنة 1990 بفضل تقنييها المتمرسين الذين احتكوا بالإنتاجات الأجنبية وبفضل آلياتها المتجددة وما يتوفر عليه مركب " سيني دينا " (CINEDINA) من استوديوهات وخبرات وإمكانيات تكنولوجية وغيرها ، تحتل موقعا متميزا بين شركات الإنتاج المغربية العاملة في قطاعات السينما والتلفزيون والإشهار .


وبعد أقل من عشر سنوات أصبح نجم صارم الفاسي يسطع داخل القطاع السينمائي بالمغرب بفضل ديناميكيته واكتساحه المتدرج لبعض المواقع حيث أصبح منذ سنة 1995 ، وإلى حدود تعيينه مديرا عاما للمركز السينمائي المغربي ، رئيسا للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ، وهي جمعية مهنية تضم مخرجين ومنتجين يسعون إلى الدفاع عن مصالحهم ومصالح القطاع ، كما ساهم لعدة سنوات داخل المركز السينمائي المغربي كعضو في لجان منح البطاقات المهنية واقترح تعريفات للمهن السينمائية ومعاييرا لمنح البطاقات المقابلة لها ، وساهم أيضا في تحديد نسبة توظيفات التقنيين المغاربة في إطار قانون 2001 حول الصناعة السينمائية .


ساهم الفاسي الفهري كذلك ، ابتداء من سنة 1997 ، في كل الدراسات المنجزة حول قابلية إحداث مؤسسة عمومية للتكوين السينمائي بالمغرب ، ومنذ سنة 2005 وهو يترأس الجمعية المغربية لمهن السمعي البصري والسينما ، التي كانت الأصل في إحداث المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما (مؤسسة جامعية عمومية تأسست يوم 15 مارس 2012 ) ، حيث ساهم في بلورة برنامج الدراسات بهذا المعهد (المواد ، طبيعة الأساتذة ، الشعب ، الميزانية .. إلخ ..) . ومنذ سنة 2013 وهو يشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة المعهد المذكور وعضو مجلسها الإداري  ، وهو المعهد الذي يلقي فيه صارم الفاسي دروسا في الإنتاج ، إلى جانب دروسه في " المدرسة العليا للفنون البصرية " بمراكش منذ سنة 2009 .


حضور مكثف في المهرجانات السينمائية الدولية والوطنية :


إن انفتاح المنتج صارم الفاسي الفهري على الإنتاجات الدولية منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي هو الذي جعله يشارك بشكل منتظم في مجموعة من المهرجانات السينمائية الدولية بكل من " كان " و " البندقية " و " برلين " و " ولوس أنجوليس " و " القاهرة " و " قرطاج " وغيرها ، الشيء الذي أهله سنة 2001 ليصبح عضوا في اللجنة المؤسسة لمهرجان مراكش الدولي للفيلم (أكبر مهرجان سينمائي ينظم بالمغرب) ، الذي ساهم بفعالية في دورتيه الأولى والثانية ، وأحد أعضاء لجنة تحكيم مسابقته الرسمية سنة 2004 ، بعد أن كان رئيسا للمهرجان السينمائي الوطني سنة 1998 بالدار البيضاء ونجما له بدون منازع ، ونائبا لرئيسه في دورات 1995 بطنجة و2001 بمراكش و 2003 بوجدة و 2005 بطنجة . هذا بالإضافة إلى تنظيمه سنة 1996 لتظاهرة " ليلة الفيلم القصير " بالرباط والدار البيضاء بشراكة مع مهرجان كليرمون فيران (فرنسا) المشهور عالميا والمتخصص في الأفلام القصيرة الدولية .


مساهمة فعالة للنهوض بقطاع السينما والسمعي البصري بالمغرب :


القريبون من صارم الفاسي الفهري يثمنون فيه خصلتي الكرم والإستعداد الدائم لتقديم خدمات ومساعدات للعاملين في قطاع السينما والسمعي البصري والمسؤولين عنه إداريا بغية الدفع به إلى الأمام . تشهد على ذلك مشاركاته (إلى جانب وزارة الإتصال والمركز السينمائي المغربي) في " اليوم الوطني للسينما " (16 أكتوبر من كل سنة) من 1997 إلى 2002 ، وفي المناظرة الوطنية حول السمعي البصري سنة 2006 و في المناظرة الوطنية حول السينما سنتي 2007 و 2012 .وتشهد على ذلك أيضا نضالاته الجمعوية سواء داخل " الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام " منذ سنة 1995 أو داخل " جمعية مقاولات القطاع السمعي البصري " ، التي يعتبر رئيسها المؤسس ، أو داخل " الجمعية المغربية لمهن السمعي البصري والسينما " ، التي ترأسها منذ سنة 2005 وناضلت من أجل إحداث معهد عالي لمهن السمعي البصري والسينما ، شهد النور سنة 2012 ، في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص .


يعتبر صارم الفاسي أقدم عضو من أعضاء المجلس الإداري للمركز السينمائي المغربي ، فمنذ انتخابه رئيسا للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام سنة 1995 وهو يشارك من داخل هذا المجلس ومن خارجه في سياسة الإنتاج السينمائي بالمغرب عبر الدعوة إلى تطوير القوانين المنظمة للقطاع السينمائي وتأهيل الموارد البشرية العاملة بالقطاع وتشجيع السينما المغربية في الخارج وتحفيز شركات الإنتاج الأجنبية على القدوم إلى المغرب لتصوير الأفلام السينمائية والأعمال التلفزيونية ...


ومن بين المكتسبات التي ساهم في تحقيقها نذكر : إحداث ضريبة النهوض بالإنتاج السمعي البصري سنة 1997 والتي تعتبر لحد الآن المورد الأساسي لتمويل كل الإنتاج السمعي البصري المغربي ودعم تنظيم المهرجانات والتظاهرات السينمائية ورقمنة القاعات السينمائية وغير ذلك .


إن تدخلاته المتعددة في قطاع السينما والسمعي البصري واشتغاله كمنفذ للإنتاج عبر شركته مع مجموعات دولية كبرى (غومون ، باطي ، بي بي سي ، وارنر ... ) مكنته من بناء شبكة من العلاقات المهنية مع أروبا وأمريكا وآسيا والعالم العربي ، وجعلته يشارك كمحاضر في العديد من  الموائد المستديرة والأيام الثقافية والحلقات الدراسية بنامور وباريس وتونس والقاهرة ولاس بالماس وبرشلونة ... ، وابتداء من ماي 2012 أصبح خبيرا لدى " الإتحاد الأروبي " وعضوا في مجموعة عمل متخصصة في البحث عن تمويلات سينمائية ، خصوصا بعد حصوله على شهادة ماستر في الإنتاج من جامعة تولوز (جان جوريس) بفرنسا ببحث عنوانه " مشروع تنمية للسينما والسمعي البصري بالمغرب " .


 


 

أحمد سيجلماسي