تم، يوم الأحد، عرض الفيلم المغربي “الوشاح الأحمر” للمخرج محمد اليونسي، وذلك في إطار الدورة 18 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة.

ويسلط اليونسي في “الوشاح الأحمر”، الذي يشارك في المسابقة إلى جانب 13 فيلما آخر للفوز بالجائزة الكبرى “عصمان سمبين”، الضوء على عذابات إنسانية رهيبة نجمت عن مأساة طرد المغاربة المقيمين بالجزائر بعد حرب الرمال. ويستعيد الفيلم مرحلة أليمة تشكل عنوانا لجروح غائرة في ذاكرة ضحايا وعائلات فرقتها الحدود المغلقة بين البلدين الجارين.

من هذا المشهد العام الذي يلخص مأساة الآلاف، يبني الفيلم أنموذج القصة على طرفين، زوجين يتقاسمان سعادة بيت الزوجية، الحبيب المغربي ولويزة الجزائرية، قبل أن يداهمهما يوم ولادة ابنتهما رحمة، إجراء مباغت يقضي بطرد المغربي إلى ما وراء الحدود، ليبدأ فصل عذاب مفتوح تتوارثه الأجيال حتى اليوم.

بطل الفيلم الحبيب الذي شخص دوره الممثل كريم السعيدي، مغربي كان يشارك في إمداد المقاومة الجزائرية للاستعمار الفرنسي بالسلاح، والد لويزة سيزوجه ابنته محبة له وامتنانا لشهامته. جمعهما البيت الواحد بعد أن جمعته مع والدها معارك التحرير. يوم ولادة صبية في المستشفى، يذهب الحبيب للبحث عن أدوية ومستلزمات للرضيعة ووالدتها، ينزل القرار وهو في المهمة فيتم ترحيله فورا ضمن أفواج هائلة من المغاربة. حينئذ ينمو السرد بشكل متواز على جانبي الحدود.

يصور المخرج محمد اليونسي بإيقاع هادئ وحزين حالة الانتظار المزمنة التي يعيشها الزوجان البعيدان/ القريبان. تقاوم لويزة تحرش أحد أعيان المنطقة للفوز بها زوجة مسلوبة، ويفعل الحبيب كل ما بوسعه ليصل، ولو عن طريق جماعات التهريب، إلى أسرته التي تركها مرغما.

وتكبر الطفلة، وينمو وعيها الشقي طفلة تضرب موعدا مع المجهول على الأسلاك الشائكة التي تفصل البلدين، في انتظار ظهور أبيها يوما ما، وهي تحمل صورة له، ووشاحا أحمر يعرفه جيدا، لأنه عنوان علاقة حب وعشرة صادقين بين الحبيب ولويزة.

شارك في تشخيص أدوار الفيلم بالخصوص ، فضلا عن كريم السعيدي، الراحل محمد بسطاوي ويسرا طارق ومحمد الشوبي.

يشار إلى أن محمد اليونسي، المزداد بفاس، مخرج وسيناريست ومنتج سينما ومسرحي. من أفلامه “ألو 15″ (2009) وعدد من الأفلام القصيرة والوثائقية.

وكانت الدورة 18 لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة قد افتتحت، يوم السبت الماضي بالمركز الثقافي بالمدينة، وستتواصل إلى غاية 19 شتنبر الجاري.