الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
المخرج فوزي بنسعيدي في أمسية لقراءة سيناريو.."وحدي أدافع عن جدار ليس لي.."


  فوزي بنسعيدي   

قبل الحديث عن القراءة التي قام بها المخرج السينمائي المغربي فوزي بنسعدي لسيناريو مشروع فيلمه الطويل الحائط، بقاعة عين السبع، وهي القراءة التي تعد على الأقل في حياتنا السينمائية المغربية ممارسة غير مسبوقة ، تجدر بنا الإشارة إلى أن المخرج السينمائي المغربي فوزي بنسعيدي من الأسماء السينمائية التي فرضت نفسها بقوة وباستمرارية في المشهد السينمائي المغربي. ولم يكن فوزي بنسعيدي ليحتاج إلى كثير وقت لفرض نفسه وتثبيت اسمه في المشهد السينمائي المغربي. فمنذ الفيلم القصير الحافة وهو الأول في مسار هذا المخرج، استطاع ف بنسعيدي أن يعلن عن ميلاده كمخرج موهوب، ولا أدل على ذلك من أن هذا الشريط القصير استطاع أن يشارك في أكبر المهرجانات الدولية ويحصد عشرات الجوائز، الشيء الذي تأكد مباشرة مع الفيلم القصير الثاني خيط الشتاء والثالث الحيط..الحيط، الذي شارك بمهرجان كان السينمائي ونال أحد جوائزه. وقد اكد فوزي بنسعدي هذا النجاح عند انتقاله إلى إخراج أفلام سينمائية طويلة. وكان ألف شهر او عمل سينمائي طويل، وكان هذا قدأعاد المغرب إلى فقرات مهرجان كان بعد غياب دام عقدين من الزمن . وهكذا وتباعا، صارت أفلام فوزي بنسعيدي تخلق الحدث، كان الأمر كذلك مع الفيلم الطويل الثاني ياله من عالم رائع، ومؤخرا فيلم موت للبيع، الذي شارك بدوره في عدة مهرجانات يكفي ان نذكر منها مهرجان برلين، كما حاز عدة جوائز آخرها التانيت الفضي بمهرجان قرطاج.
لقد كانت الأمسية استثنائية، تلك التي حضر فيها إلى قاعة عين السبع بمرسى السلطان، ثلة من عشاق سينما المخرج المغربي فوزي بنسعيدي والجميل في الأمر ان ذلك الحضور لم يكن لمشاهدة فيلم من أفلام فوزي، ولكن للإنصات إلى فوزي وهو يقرأ زهاء ساعة وربع سيناريو فيلم الحائط، ويمكن تلخيص الحكاية في أن الأمر يتعلق بقصة جدار خطتها أثار المداعبات والمعاول والرسائل الممهورة والمواعيد إنه، أي الجدار، شاهد على الأرواح التي تتعرى أمامه.
ولعل المتتبعين لسينما هذا المخرج المغربي، الذي يعتبر من ألمع المخرجين المغاربة وأكثرهم حضورا في المهرجانات الدولية الكبيرة سينتبهون إلى أن هذا الموجز يشي بأن هذا المشروع ينطوي على وشائج قوية بقصة الفيلم القصير الحيط الحيط الذي كان المخرج قد أسس من خلاله لرؤية إخراجية متميزة .
لقد استطاع فوزي بنسعيدي في تلك الأمسية الدافئة أن يشد أسماع وأنظار جمهوره بحرفية عالية أسعفته في ذلك موهبته كحكواتي، وممثل ومؤلف و أيضا ايظا كانسان يريد ان يقتسم أشياءه الحميمة مع خلانه.
ولست أدري، هل هذه المبادرة الاستثنائية و المحمودة التي أقدم عليها فوزي بنسعيدي كانت واردة في أجندته الخاصة، أم أن عدم قبول هذا السيناريو من طرف لجنة الدعم في دورتها الما قبل الأخيرة لهذا المشروع هو الذي دفع فوزي، أو بالأحرى حتم عليه اختيار هذه المبادرة لتقاسم مشروعه مع جمهوره، هو الذي صرح من قبل بما يعني أنه أصبح مرتابا وغير واثق من تحقق حلمه في إخراج الفيلم. في الحقيقة إن تقييم قرار لجنة الدعم التي لم تتجاوب مع هذا المشروع، شيء صعب ولعلها لا تعدم مبررات لذلك بناء على واقع الحال الذي يجعلها تعتمد السيناريو، بما هو قصة لها بداية وعقدة ونهاية أساس قبولها لمشروع ما أو رفضه.
القضية في الحقيقة، أعقد من ذلك، وأشد التباسا. إن الكتابة التي فوزي في كتابة سيناريو الحائط لا يمكن إنصافها من طرف أية لجنة ما لم تستحضر الرؤية الإخراجية لفوزي بنسعيدي واتخاذها معيارا أساسيا في قراءة السيناريو وتقييمه بعيدا عن الاطمئنان إلى القراءات الكلاسيكية الحرفية.
إن مشروع فيلم الحائط ،المرفوض من طرف لجنة الدعم يطرح سؤال معايير القراءة وعناصر الحسم والاستئناس، ويثير الانتباه الى حدود ومناحي قصور المفهوم المعتمد في باب تقييم مشاريع الأفلام وتمثلها.
وما لم تتحقق هذه الإرادة في طرح هكذا أسئلة ليزول الحيف، فإن لسان حال فوزي بنسعيدي سيظل يصدح ..

وحدي أدافع عن جدار ليس لي..

مصطفى العلواني