الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
ماستر كلاس أرنوفسكي في مهرجان مراكش: إدارة الممثل أهم من إدارة الكاميرا

  دارين أرونوفسكي   

مساء الإثنين، ثالث دجنبر 2012، اكتظت القاعة في انتظار دارين أرونوفسكي، المخرج الأمريكي الذي بصم مكانته في السينما العالمية بعد خمسة أفلام فقط. حضر مخرج بلاك سوان لمراكش، تحدث في ماستر كلاس دام ساعتين. علق على أفلامه حسب تتابعها الكرنولوجي مع عرض مقاطع جد قصيرة منها.
في تفصيله لعوامل النجاح أكد على ضرورة الحماس والرغبة الشديدة لامتلاك القدرة على صناعة الأفلام... وروى أن كل الأفلام التي اقترحها تلقى عليها اعتراضات... خاصة عندما أراد إخراج "بلاك سوان"، قالوا له لا يمكن صنع فيلم عن الباليه. وفسروا له أن الذين يحبون الباليه لا يحبون الرعب. والذين يحبون الرعب لا يحبون الباليه. خالفهم، جمع البالي والرعب ونجح. 
تحدث عن اختيار فريقه الفني، وأقر أنه يقدر من يضحون بجزء منهم لتحقيق أمانيهم ولابتكار عمل فني... ذكر أنه عمل مع نفس مدير التصوير منذ أفلامه القصيرة... وفضله لأنه يحب ما يعمل، يمنح من روحه لعمله، وقال أنه من النادر العثور على هذا النوع من الافراد... أكد على أهمية الموسيقى في الأفلام، وذكر أن هناك لقطات ضعيفة تنقذها الموسيقى المرافقة... بل استشهد بأفلام كاملة أنقذتها موسيقاها...
في حديثه عن الإخراج ميز بين تقنيتين في استخدام الكاميرا، طريقة تقليدية تكون فيها الكاميرا ثابتة وطريقة حديثة تستعير الكاميرا المحمولة من الفيلم الوثائقي لتصوير فيلم تخييلي...
عن عمله كمخرج قال أنه يفكر في الممثلين أكثر من الكاميرا. وأوضح أن الكاميرا لا تغير الكثير بينما أداء الممثلين وسيطرتهم على موضوعهم هو المهم. شرح أنه عندما يكون الممثل خائفا لا يعطي الكثير... وأكد حرصه على التواصل مع الممثلين بل وعلى قراءة السيناريو معهم ليزودهم بالطاقة والحماس الذي يحتاجونه. وهو يختار من يعتبره الأفضل للدور... وهو يدير الممثل بعد أن يدخل نفسه في ذهن الشخصية التي يصورها... أكد أن إدارة الممثل أهم من إدارة الكاميرا واعترف بصعوبة أن ينجز الممثل كلّ ما يفكر فيه المخرج، ونبه لإكراه المنتجين لاختيار ممثل نجم يساعد على تسويق الفيلم ويكون المخرج مضطرا لاختيار ممثلة صارت امرأة لأداء دور شابة... وقد افتخر أرنوفسكي أنه في فيلمه THE WRESTRLER لم يخضع لهذه الضرورة، رغم  صعوبة التعامل مع الممثل Mickey Rourke  الذي قام بالدور... ومع ذلك نجح الفيلم وفاز بالأسد الذهبي في مهرجان البندقية 2008.  
في المناقشة وعن سؤال لماذا يصنع أفلام أجاب أنه يريد أن يحكي حكايات وأنه يريد أن يسعد الناس. واعترف أنه جاء لمراكش وسنه ثمانية عشر سنة وقد وقف يستمع للحكواتيين في ساحة جامع الفنا.... وأكد أن المخرج هو الذي يعرف أن يحكي. 
تحدث عن الحدود الفنية واعترف أنه يتجاوزها... ولكن حرصه على التخاطب مع جمهور من الجهات الأربع يجعله يفكر في تلك الحدود لأن الفيلم هو تمرين في التواصل... لذا فالمخرج لا يصنع لنفسه... وأكد أنه يمكن أن يقضي ساعات لتصوير لقطة تعجبه، ولكن عندما يجد أنها بلا معنى يضحي بها... 
تحدث أرنوفسكي عن مشاريعه المستقبلية وقال أنه أنهى تصوير فيلمه نوح منذ أسبوعين. وقد كان يضع قبعة تحمل إسم الفيلم. سأله أحد الحاضرين: لماذا تصور فيلما عن طوفان نوح ولا تصور فيلما عن إعصار كاترينا؟
أجاب أن عدة قصص إنجيلية صورت، وأن قصة نوح لم تصور بعد... ؟؟؟

محمد بنعزيز