إنطلقت مساء أول أمس فعاليات الدورة التاسعة لـ”مهرجان دبي السينمائي الدولي”، بحضور مجموعةٍ كبيرةٍ من  الشخصيات السينمائية العربية والعالمية، ونخبةٍ من المخرجين الصاعدين والمخضرمين، ليعرض المهرجان على مدى ثمانية أيام 158 فيلماً، من 61 دولة، تتكلّم 43 لغة، حيث تتضمّن الدورة 50 عرضاً عالمياً أول، وإقامة ندوات حوارية حول مختلف القضايا السينمائية.
يوقد افتتح “دبي السينمائي” دورته هذا العام بفيلم “حياة باي”، الذي يُعرض بتقنية ثلاثية الأبعاد، من إخراج  المخرج التيواني آنغ لي، عن قصة الروائي  “يان مارتيل”، بحضور نجوم العمل: سوراج شارما، وعادل حسين، وشرافانتي سينات.
وخلال حفل الإفتتاح تمّ تقديم جائزة “إنجاز العمر” للممثل المصري القدير محمود عبدالعزيز، والمخرج البريطاني المخضرم مايكل أبتيد. بينما سيتمّ توزيع “جوائز المهر” على الفائزين في الأمسية الختامية، يوم الأحد 16 ديسمبر.
حول الدورة التاسعة لـ”مهرجان دبي السينمائي الدولي” قال رئيسه عبدالحميد جمعة: “لقد نجح “دبي السينمائي” في ترسيخ مكانته العربية والعالمية، تشهد على ذلك عاماً بعد عام، هذه الزيادة المضطردة في أعداد كبار نجوم السينما من ممثلين ومخرجين، ونقاد، يحرصون على المشاركة في المهرجان، وتقديم أعمالهم. وفي هذا العام، ستعرض الدورة التاسعة 158 فيلماً من 61 دولة تتحدث 43 لغة، بما يتيح لنا المزيد من الفرص لتغطية أكبر مساحة متنوعة من جمهور وعشاق السينما ذوي الأذواق المختلفة، فضلاً عن الأنشطة الاحترافية الأخرى مثل الندوات الحوارية وورش العمل التي سيقودها نخبة من نجوم السينما العرب والعالميين، والتي نأمل أن تمثّل مصدر إلهام، يضيء طريق الجيل المقبل من صانعي السينما.”
وبصدد فيلم “حياة باي”، أضاف عبدالحميد جمعة قائلاً: “إن هذا الفيلم يعكس بكل وضوح الرؤية الأعمق لمهرجان دبي السينمائي الدولي التي تهدف إلى بناء جسور التواصل والتعارف بين الثقافات. فقد تمّ تصوير هذا العمل الرائع في كل من الهند، وكندا، وتايوان، حول حياة الصبي “باي” الذي يلعب دوره “سوراج شارما”، والذي نتشرّف باستقباله في الإمارات. فقد اختاره المخرج آنغ لي بعد مكابدة، بعد أن استعرض 3000 ممثل، كان سوراج بينهم، هذا الصبي الذي نجح في إظهار بطولة “باي” وآماله وخوفه ومعاناته ولحظات ابتهاجه، حيث كانت موهبته الرائعة تبرز أكثر فأكثر كلما تعمّقنا في مشاهد الفيلم. ولهذا وقع اختيارنا على “حياة باي” لافتتاح الدورة التاسعة للمهرجان، لما له من رسالة عالمية تعكس تلك الروح المثابرة في عالمنا المعاصر الذي أصبح قرية صغيرة متعددة الثقافات.”
وقبل أن يتوجّه إلى دبي، قال سوراج شارما: “أكثر ما يميز “حياة باي” أنه من وحي فكرة عالمية غير مُقترنة بثقافة بعينها، فهي تدور حول النجاة من أحداث يصعُب التغلّب عليها، ودون شك أن مهارة المخرج العبقري آنغ لي في استخدام أدوات السينما المعاصرة، بما فيها تقنية ثلاثي الأبعاد، قد انعكست على تفاعل الجمهور مع هذا الفيلم، الذي أدخلني عالم السينما، وأنا وزملائي في هذا العمل الرائع نشعر بالكثير من الفخر باختياره لافتتاح مهرجان دبي السينمائي الدولي.”
وقد شهدت السجادة الحمراء ليلة افتتاح  الدورة التاسعة لـ”مهرجان دبي السينمائي الدولي”، حضور نجوم عالميين كبار، تقدّمتهم الممثلة كيت بلانشيت؛ الحائزة بجائزة أوسكار، ورئيسة لجنة تحكيم جائزة IWC للمخرجين الخليجيين، بالإضافة إلى نجوم فيلم “حياة باي”، وفريدة بينتو، والمخرج البريطاني  مايكل أبتيد.
ومن مصر حضر مجموعة كبيرة من  الفنانين المصريين من بلينهم محمود عبدالعزيز، نيللي، شيرين، أمير كرارة، كارولين خليل، عزت أبوعوف، غادة عادل، مجدي الهواري، بوسي شلبي، هاني رمزي، حسن حسني، خالد النبوي، محمد سعد، نرمين الفقي، صلاح السعدني، شيرين عادل، وكذلك رمزي لينر، ومحمد فرج، والخرج  خيري بشارة، والمخرج  إبراهيم البطوط.
جدير بالذكر أن مهرجان دبي السينمائي الدولي يجتذب سنوياً الآلاف من عشّاق السينما المتعطّشين للتعرّف على أحدث أعمال السينما العربية والعالمية، والتعرّف على ثقافات ومجتمعات أخرى، من خلال الشاشة الفضية. وسوف يحظى جمهور المهرجان بفرصة لقاء مخرجين كبار، وممثلين لهم وزنهم السينمائي، في جلسات حوارية، تتيح لهم إلقاء الأسئلة مباشرة.
وتقدم خلال هذه الدورة من مهرجان دبي السينمائي أعمال مخرجين عالميين، مثل فيلم "حب" للمخرج النمساوي "مايكل هانيكه"، وفيلم "رلدز أواي" لمخرجه "أندرو أدامسون"، فضلاً عن فيلم "آ فيو آورز أوف سبرنج" أو "بضع ساعات من الربيع" للمخرج "ستيفان بريز"، وعدة أفلام عالمية أخرى.
وتتكوّن لجان التحكيم التي ستختار الأفلام الفائزة ضمن الفئات الثلاث "جائزة المهر" من نخبة من النجوم والمخرجين والنقاد العالميين، مثل مايكل أبتد، وكيري فوكس، وبرونو باريتو، وشانج دونج لي.