الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
أفلام الجرأة الإجتماعية لم تحض بجوائز لجنة التحكيم بالدورة 12 لمهرجان الفيلم الدولي بمراكش

  ملصق فيلم   

   ربما لم تقتنع لجنة التحكيم في الدورة 12 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش بالفيلمين المغربيين الذين عرضا بقصر المؤتمرات و قاعة سينما كوليزي وهما "يا خيل الله" لنبيل عيوش و "زيرو" لنور الدين لخماري الذين تميزا بالجرأة الكافية على مستوى الحوار في وسط اجتماعي مباح تناولا مواضيع اجتماعية محضة. فالأول اشتغل على ظاهرة الإرهاب و التربة التي يمكن أن تنبثق منها حينما تستغل ظروف الشباب الذي يعاني من التهميش في حي سيدي مومن. هذا الحي الذي صور فيه المخرج نبيل عيوش جزءا من فيلمه السابق "علي زاوا" واكتشف أن سكانه يتميزون بسلوك حسن إلى أن علم بالإنفجار الإرهابي  يوم 16 ماي 2003 ، كان منبعثا من هذا المهمش فكانت الإنطلاقة لبناء الفيلم الذي نحن بصدده. بدأ بالأطفال وهم يلعبون كرة القدم و هيمنة القوي على الضعيف و الممارسات الشاذة و الفقر المدقع من خلال تصوير واقع الأسرة الفقيرة التي تقوم فيها الأم بتدبير شؤون البيت وبدعم لا شرعي من ابنها إلى أن أصبح بعد اعتقاله عرضة للجماعات الإرهابية التي بدأته بالصلاة وصولا إلى العملية الإرهابية باسم الدين. لقد تمكن نبيل عيوش من إضحاكنا عبر مشاهد ولقطات مصورة بكل دقة ومركبة بتفاني لاعتماد المخرج على أجانب، ليقودنا ونحن نتألم بعد ذلك للعملية الإرهابية . وقد كانت الكاميرا مستعدة للتلاعب قصد إيصال الفكرة التي ينوي نبيل عيوش إرسالها إلى جمهوره الذي جاء إلى القاعتين بكثافة من أجل إتاحة الفرصة لنبيل كي ينقلنا معه من الضحك إلى البكاء في قالب فني جميل.
المخرج نور الدين لخماري هو كذلك انغمس في واقع رجل أمن مهمش ، يعاني من ضغوطات متنوعة سواء من رئيسه الكوميسير أو من أبيه رجل الأمن السابق والذي يكرهه كما يكره أمه التي توفيت، وجعله المخرج نور الدين لخماري معاقا إلا من فمه الذي لا يتوقف عن الشتم والسب وإعطاء الأوامر والمطالبة بمخدر الكيف وكلمة "تفو". هذا الشرطي الذي يستغل المتزوجين صحبة عاهرة من أجل ابتزازهم بمساعدة من صديقته. تدفعه صورة فتاة ضاعت من أمها، التي طلبت منه البحث عنها باعتباره رجل أمن،  ليكتشف دور الكوميسير ضمن شبكة الفساد. الكوميسير الذي لطالما شتمه وضربه من أجل محاصرته في عمله وإيقاف تحركاته الإستفزازية للمتزوجين. فيقرر الزيرو (رجل الأمن المهمش) أن ينتقم من العصابة و الكوميسير. لكنه سيُقتل على يد العصابة نفسها. اقتنع الجمهور المتابع للفيلمين بجديتهما وكتابتهما المتميزة و هو الرأي الذي عبر عنه عدد من النقاد الذين تابعوا العرضين. وللجنة التحكيم كلمتها كما للنقاد كلمتهم.

حسن وهبي-مراكش-المغرب