الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
ندوة خريبكة حول "الموجة الجديدة في السينما الفرنسية:بين القطيعة والاستمرارية"


عقدت جمعية النادي السينمائي بخريبكة  يوم الأحد 18/01/2015 ، ندوة سينمائية بالمركب التربوي التابع لوزارة التربية الوطنية بزنقة الرباط الندوة التي تأتي في إطار محور : " تجارب وتيارات سينمائية كبرى " الموجة الفرنسية الجديدة " نموذجا ،والتي انطلقت مابين 11دجنبر 2014 إلى فاتح يناير 2015 تحت شعار:
 " ثمانون سنة في اقتسام المتعة السينمائية ونشر الثقافة عبر الصورة والصوت "
وتابع هذه الندوة ، الأندية السينمائية بجهة الشاوية ورديغة ، نادي التواصل السينمائي لمدينة برشيد ونادي الفن السابع بسطات وبعض الأعضاء القدامى والأعضاء الجدد لجمعية النادي السينمائي بخريبكة ، وعموم المهتمين ، وممثلي بعض المواقع الرقمية وبعض مراسلي الصحافة الوطنية .وبعد الكلمة الترحيبية التي ألقاها عزالدين كريران المدير الإداري للجمعية مذكرا بالسياق العام الذي جاءت فيه الندوة ومكانة المشاركين فيها ضمن مراحل التطورات التي عرفتها حركة الأندية السينمائية بالمغرب خصوصا الثمانينات والتي كاد أن ينبلج عنها اتحاد مابين عدد من الأندية السينمائية منها نادي العمل السينمائي بالبيضاء ونادي التواصل السينمائي برشيد ونادي الفن السابع بسطات والنادي السينمائي بخريبكة 
 وقد شارك في هذه الندوة :
في التقديم والتسيير الأستاذ عزيز اعليلوش نائب المدير الفني للجمعية المنظمة للندوة .
الأستاذ حمادي كيروم المدير الفني لمهرجان الرباط سينما المؤلف ،بمداخلة تحث عنوان : " حاجتنا إلى الموجة السينمائية الجديدة " ، ثمن المحور الذي اختاره النادي السينمائي بخريبكة الذي له قيمته المادية والمعنوية ، وثمن بالخصوص العودة إلى التنشيط الثقافي بواسطة السينما عبر النادي السينمائي الذي له دوره التنويري في الوقت الذي سقطت فيه بعض الأندية السينمائية تحت وباء المهرجانات بحثا عن الدعم ، ودعى إلى تحرير البلاد من منظمي الحفلات الذين يتهافتون على تنظيم المهرجانات باسم بعض الجمعيات والأندية السينمائية ، كما أننا خلال خمس السنوات السابقة لم ننتج سوى عدد يسير من الأعمال السينمائي فيما الباقي يدخل ضمن خانة " سينما الموظف " ليختم مدخله ب " إننا كجيل قلنا كل شيء في هذا الموضوع وقد وجدت عدد من الأوراق المتقادمة وأعادتني إلى فترات قديمة ...ولأننا نحن أمام جيل جديد عليه فهم آليات الكتابة السينمائية ،  ليدخل إلى موضوع الندوة  " وقد فكرت- يقول- أن أتحدث عن " نظرية جديدة للموجة الجديدة " ،  ليذكر أن هذا الاتجاه السينمائي قد اختلف في تسميته هل : هو موجة أم مدرسة أم تيارا ... ليتحدث عن أهم مميزاتها وتفاعلها مع التجارب والأشكال التعبيرية الأخرى التي جاءت نتيجة تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية واكبت المجتمع الأوربي المتأثر بالنتائج السلبية للحربين العالميتين ،" وقد التجأت السينما الفرنسية خصوصا إلى معلمي السينما الأوائل أول  ولادتها ، وعبر مسارات تاريخية للكتابة السينمائية إلى أن جاء  دور" أندري بازان" (1918/1959 ) باعتباره منظرا سينمائيا ، فهذه المدرسة أو الاتجاه السينمائي جاء كرد فعل لعدد من القيم التي حطمتها الحرب واقترح  منظروها ومبدعوها بديلا فكريا يتمثل في قلب المفاهيم انطلاقا من " نظرية السينما كرؤية فكرية وإبداعية وتوحيد رؤى النظر ، التي كانت مجرد لقطات للبحث عن مضمون  وأهمية السينما وقوتها تكمن فيما لا نتصوره  ويضيف " أن هذه المدرسة قوتها تكمن في ما لا نتصوره، إنها لنظرة " خارج  الإطار" أي بما يصطلح عليه تقنيا ب(أور-شون/ خارج المجال) ، أي كل العناصر التي نراها ما هي إلا عناصر ظاهرة  للمخفي ، و" نظرية المشاهد "  التي تنطلق من " اللقطة المشهد " وإلغاء الممثل والتكنولوجيا  وفي الأخير ذكر ببعض الفروع التعبيرية التي تأثرت بالموجة الجديدة بفرنسا وبالخصوص الرواية الجديدة مع ماركريث دوراس ، وروب غريي .
أما الأستاذ ضمير اليقوتي العضو بالنادي السينمائي الفن السابع بسطات والمهرجان الوطني لسينما الهواة بسطات فعنون مداخلته ب :
"مميزات الموجة الجديدة الفرنسية وتأثيراتها على السينما العالمية "  ليذكر في البداية بأهمية المحور الذي يدخل ضمن انشغالات نادي الفن السبع بسطات في وقت أصبحت فيه بعض الجمعيات والأندية السينمائية ، مجرد " تريتور- منظمي الحفلات " بدخولها وسط دوامة البحث عن الدعم ، ثم ، تساءل بدوره عما يمكن أن تُلقب به "الموجة الجديدة بفرنسا" ، وهي لم تصدر بيان كما قامت بذلك مدارس سينمائية أخرى خصوص الألمانية، رغم قواسم المشتركة بين مخرجيها وهو العشق السينمائي  وتكسير أساليب السينما النمطية، وذكر بالفترة التاريخية التي ظهرت فيها تمثلت في الهزائم التي منيت بها فرنسا بسرعة وبدون أدني مقاومة، فقبلت بعقد اتفاقية الهزيمة، إنها بلد سقط مبكرا ودخل في التحالف مع (العدو) ، فرنسا التي اجتازت الحرب مطأطئة الرأس دون مقاومة ، إنها عوامل ساهمت في وجود اتجاه سينمائي يعبر باستنكار عن هذا الوضع الفرنسي، أما الرواد الأوائل سواء القادمون من النقد السينمائي مجلة " دفاتر السينما الفرنسية "  فقد كان لهم التأثير والتأثر وبالخصوص مع أندري بازان ، إنه عاشق للسينما أثر في جيل بل أجيال من السينمائيين بفرنسا وخارجها ، وكانت الأساليب النقدية  التي تدعو إلى " مدرسة المتفرج "   من خلال إنشاء الأندية السينمائية بكل الأماكن بما فيها المراكز الإنتاجية كالمعامل باعتبارها أهم دعائم هذا الاتجاه السينمائي الذي يركز على عشق السينما وعلى المشاهدة أهم من الدراسة والتكوين السينمائي.  أن هذا الاتجاه السينمائي" -يؤكد المتدخل - لم تليه اتجاهات سينمائية مماثلة وأنها قد أثرت في السينما العالمية  ولازالت بصماتها إلى الآن في كل من أوربا وأمريكا وإفريقيا وآسيا .
أما السينمائي  المغربي عبد الله الزر والي،الذي ينتمي لأول جيل من السينمائيين المغاربة الذي درس بالمعهد العالي للدراسات السينمائية بباريس المعروف اختصار ب "ليديك" فكانت مداخلته تتركز حول موضوع :
 " تأثير الموجة الفرنسية الجديدة على السينما العالمية والمغربية خصوصا "  وإذ  اعتبر أن ما قدم خلال المداخلات السابقة  قد أعفاه من الإطالة في الكلام فإنه قد دافع وبالاستماتة عن جيله من السينمائيين الذين عايشوا " الموجة السينمائية الفرنسية "، ولكنهم عندما التحقوا بالمركز السينمائي المغربي لم يتمكنوا من تصريف أفكارهم بل صاروا مجرد (عمال) ينجزون أشرطة سينمائية وثائقية تحت الطلب حسب متطلبات الدولة الناشئة، وأن ما أنجزوه مجرد أشرطة إعلامية أو تعليمية خاصة بعدد من الوزارات ، رغم تلك الشروط فالخزانة الفيلمية المغربية بها عدد من الإنتاجات السينمائية المتأثرة بهذا الاتجاه السينمائي ، مذكرا " ببيان السينما المغربية " الذي جاء ضمن العدد الثاني من مجلة "أنفاس" المغربية والذي يشخص الوضع السينمائي المغربي والتصورات التي تقترحها هذه المجموعة .
الأستاذ عبد اللطيف الركاني العضو بجمعية النادي السينمائي بخريبكة، والمدير الفني لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ناقش إشكال : "الموجة الجديدة بفرنسا : جدلية التأثير والتأثر " .
وذهب إلى اعتبار "الموجة الجديدة"  بفرنسا  حلقة من التطورات التي عرفتها السينما معللا ذلك بالسياق التاريخي الذي ظهرت فيه - والذي جاء في سياق المداخلات السابقة - فهذا التأثير والتأثر نابع من قوة ما طرحه هذا الاتجاه السينمائي ، وكان التأثر والتأثير فرنسيا وعالميا ،  من خلال تطوير أو مجارات مقترحات هذا الاتجاه السينمائي من خلال : تقنيات وإمكانيات متواضعة وباللجوء للتصوير الخارجي وقد دفع هذا بالشركات التي تصنع الأشرطة وأجهزة التصوير بمجاراتها في  "مطالب الصناعية السينمائية " التي تستجيب  للاستثمار بالفضاءات الخارجية .
فيما اعتبر النقاش الذي تلى العروض " مناسبة لاستعادة لحظات سابقة من حركة الأندية السينمائية مع الرغبة في توسيع دائرة مثل هذه اللقاءات السينمائية على مستوى الجهة من أجل تطوير النقاش حول قضايا سينمائية بارزة ، وحول ما إذا تركت بصماتها على السينما المغربية.
وعقب المخرج الزروالي على ذلك قائلا : " لم تكن الظروف مواتية من حيث الإنتاج السينمائي الذي تتكفل به الدولة إلى حدود الساعة ،" فيما ذهبت وجهة نظر أخرى حول أفاق هذه المناقشات ومدى تأثيرها على الأجيال الجديدة من حيث الكتابة السينمائية والقدرة على تفكيك النص السينمائي ، وكان الجواب : " أن مسالة التأثير والتأثر قد تكون مناسبة لخلق تفاعل ايجابي " .
لتخلص الندوة إلى اعتبار هذا الاتجاه السينمائي علامة بارزة في تاريخ السينما رغم المعارضة القوية التي عرفتها من طرف نظام "ستار سيستم" المعتمد على النجم السينمائي واستوديوهات التصوير السينمائي، ومع ذلك فإن بصماتها لازالت بارزة في العديد من الأعمال السينمائية بوعي أو عدمه في عدد من بلدان المعمور .
وتعتبر هذه الندوة واحدة من الأنشطة التي تنظمها جمعية النادي السينمائي على مدار المواسم السينمائية عبر ثمانين سنة التي عايشتها من خلال تجارب إطارات وطنية للأندية السينمائية التي عرفتها بلادنا بدءا من الجامعة الفرنسية للأندية السينمائية ، والجامعة المغربية للأندية السينمائية ، وحاليا الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب 
عناوين الأشرطة التي عرضة خلال هذه الأيام بمقر مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية :


ثلاث عبد العزيز صالح