2014: سنة تألقت فيها السينفيليا
تمكن الفلمان الوثائقيان الكبيران "المياه الفضية" و "أنا علي" من تحديد المعالم التي تغذي التناقض البشري. ورغم أن "الرجل الذئب"  في  "المياه الفضية"  لصاحبيه أسامة محمد و ويام سماف بديركسان لم يخفف من فظاعة صور الحرب الأهلية السورية ولكنه على عكس الصور الصادمة المنشورة على "اليوتيوب" يدفع المشاهد للمتابعة بتأثر كما تتطلب المعالجة السينمائية المتمكنة. ومن جهته قدم  "أنا علي" محمد علي كلاي كأحد الشخصيات الكبيرة النادرة التي ضحت بعشر سنوات كانت أفضل سنواته في رياضة الملامكمة من أجل التنديد بعبثية الحرب.

العتمة الأمريكية
رسم الفلمان الأكثر قتامة من السواد  "Gone Girl " و "Night Call" صورة سوداء عن المجتمع الأميركي المتداولة عبر وسائل الإعلام ومن خلال الشخصيتين الوحشيتين اللتين لا يمنعهما شيئ عن تحقيق طموحهما. ويتعلق الأمر بالغريبة والمدهشة "إيمي"، الدورالذي لعبته بحرفية الممثلة روزاموند بايك في  "Gone Girl "، آخر أعمال المخرج ديفيد فينشر الذي  يعالج  التلاعب الإعلامي من خلال متاهة دراما أسرية. و"لو بلوم" صياد فيديو للأحداث المروعة المرتبطة بالقصص المأساوية التي يجسدها في فيلم  "Night Call"  للمخرج  دان غلروي. دور قدمه بشكل رائع الفنان الموهوب  جيك جيلينهال. وتعطي العبارة المكتوبة على الملصق صورة عامة عن الفيلم : "كلما بَدَوتَ أقرب، كلما تكون أظلم".

الصور التي لا تنسى
وطبعت سنة 2014 الكثير من الأفلام الجيدة (نبضات قلب)، و المشاهد المؤثرة مثل: مشاهد القطار والخطب العصماء الذي سنذكرها طويلا لرالف فينيس (الإله !) في فيلم " The Grand Budepest Hotel " الذي أخرجه ويس أندرسون و ثعبان السحاب في المشهد المؤثر الأخير في فيلم "Sils Maria" للمخرج أوليفييه أساياس، السفر البارع داخل دماغ الشخصية الرئيسية في المشهد الذي يفتتح فيلم "Winter Sleep" للمخرج نوري بيلج سيلان، و الكلب على ضفة البحرية وهي استعارة مدهشة عن الفكر النير للمخرج جان لوك غودار في "Adieu au Langage"، و النهاية المربكة لفيلم "Joe" للمخرج ديفيد جوردون الذي سجل عودة قوية للممثل نيكولاس كيج، إلى جانب المشاهد الأخيرة للممثلين الكبار الذين غادروا الحياة : محمد البسطاوي وبياض الثلج في فيلم " الصوت الخفي" لكمال كمال، جيمس غاندولفيني وحيدا في سيارته ينتظر مصير مغامرة التي خصرها من قبل في فيلم "Quand vient la nuit" للمخرجين مايكل روسكام وفيليب سيمور هوفمان، و الصراخ بعبارة F Word  بصوت عال في نهاية فيلم "A most Wanted man" للمخرج أنطون كربيجن، والتي تذكرنا بالعبارة الشهيرة لنيكول كيدمان في نهاية فيلم "Eys Wide Shut " بعد أن وضعت نهاية ملحمة أسطورية الكوبريكية.