الصفحة الرئيسية   إتصل بنا
 >>  متابعات سينمائية    
إشكالات قانونية التصوير في الأماكن العمومية بالنسبة للهواة

أثارني مقال منشور بجريدة الصباح المغربية يوم الاثنين 29 دجنبر 2014 " حول إيقاف 12 شابا صوروا فيلما خارج الضوابط " فحسب المقال فقد وضعوا تحث الحراسة النظرية لدى الضابطة القضائية بمدينة مكناس وبعد استنطاقهم أخلت النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بمكناس يوم الأربعاء 24 دجنبر 2014 سبيلهم وحسب ذات المقال فان " مصادر حقوقية قد عابت وضع هؤلاء الشباب رهن الاعتقال سيما وهم تلاميذ يتابعون دراستهم وان الأعمال التي قاموا بها لا تشكل جريمة و لا وجود لمتضرر فيها .."
إذا كان وطننا يدعم الأعمال السينمائية وتوجد مهرجانات لسينما الهواة وأعتدهم بمدينة سطات ، وهو مرجع عدد كبير من المهرجانات بمدن الأخرى ، مع تنظم مسابقات لهؤلاء الهواة على مدار سنوات عديدة ومنهم من يقدم أعمالا إبداعية غاية في الروعة من حيث التقنيات السينمائية المبذولة من طرفهم ، والهواية تكون العتبة الأولى للمرور نحو انجاز شريط قصير ونحو المطول بكافة أصنافها الروائية والوثائقية  بطرق احترافية .
ومن جهة أخرى توجد بوطننا مؤسسات للتكوين السينمائي تخرج كل سنة أفواجا لابد لهم من تجريب ملكاتهم وقدراتهم الإبداعية في المجال الذي تكونوا فيه ، ليقدموا أنفسهم ،وللتعريف  بقدراتهم وملكاتهم الإبداعية ، اما إمكانية المشاركة في تداريب ميدانية (بغض النظر عن التداريب التي يفتحها المركز السينمائي المغربي) فان التداريب مع شركات الإنتاج تكون في الغالب غير ذات جدوا لأنها تكبح جماحهم وان وجدوا تلك الفرصة فإنهم لن يكونوا في كافة الأحوال مجرد عمال وليس مبدعين .
من له الأحقية في تاطير ومنح رخصة التصوير للسينمائيين الهواة ؟
هل المركز السينمائي بحكم انه الجهاز المنظم والمؤطر لكل ما هو سينمائي ؟
أم الأندية السينمائية والجمعيات السينمائية والمهرجانات السينمائية التي تحتضن هذه الأعمال بعد جاهزيتها لتدخل للمنافسة ؟
إذا سلمنا بالقوانين المنظمة للقطاع التي يعمل بها المركز السينمائي المغربي، وبوظائف الأندية والجمعيات السينمائي والمهرجانات فان لا احد له الحق في منح رخصة التصوير للهواة .
فهل كل من حمل آلة تصوير يجب أن يكون حاملا لرخصة تصوير ، فالسياح سواء المغاربة أو الوافدين يقومون بالتصوير ويمكن أن تتحول المادة المصورة إلى شريط مرئي ، وحضرت لكم هائل من المهرجانات خارج وداخل الوطن أكد أصحاب أعمال سينمائية أنهم أنجزوا أفلاما من خلال رحلة سياحية وبعد التصوير جاءتهم فكرة تحويل ما صوروه إلى أفلام .
إذن ما هي الشروط أو كيفية الحصول على ترخيص للتصوير علما أن كل من يقوم بالتصوير لأغراض تجارية أو إعلامية  إلزاما يجب أن يكون حاملا لترخيص يسلم له من المركز السينمائي المغربي الذي يحدد الشروط التالية :
" يجب ان تؤسس منشات الإنتاج في شكل شركة مساهمة مسؤولة محدودة ذات رأسمال....أن يكون رأسمالها مدفوع بكامله يساوي او يفوق  خمسمائة ألف درهم (500.000,00 درهم) إذا تعلق الأمر بشركة مساهمة وثلاثمائة ألف درهم (300.000,00 درهم) ... - وأن تكون قد أنتجت على الأقل شريطا طويلا واحدا أو ثلاثة أشرطة قصيرة، على أن تكون الأشرطة سينمائية مغربية تم تصويرها بالمغرب "   ... إذن هذه فقرات من شروط الحصول على رخص التصوير ، لكن بالنسبة للمحترفين ، وتوضح في ملاحق اخرى حسب التصنيفات وطول من القصير الى المطول ... الخ . وكل من لا يخضع للإطار التجاري فانه لا يحصل على رخصة التصوير.
 الطرف الثاني المعني بالموضوع وهم الأندية والجمعيات السينمائية هي تقوم عرفيا بالغطاء القانوني لمنخرطيها في إطار أنشطتها خلال مواسمها السنوية و لكنها أحياننا تصطدم بالسلطات المحلية في حال استعمال آلة التصوير المحمولة على أرجل ثابتة أو متحركة ، وقد كان هذا الموضوع محور عدد من اللقاءات الخاصة بسينما الهواة إلا أن الجواب على هدا الإشكال بقي عالقا لغياب نص قانون رسمي .
وقبل الختام  والى حين الوصول الى صيغة توافقية قانونيا ، رفقا بالمصورين الهواة سواء كانوا مصورين فوتوغرافيين أو سينمائيين ونأمل أن توجد صيغة عملية تحمي الهواة من الاستفزازات التي  قد تطالهم والتي قد تؤثر على حياتهم بشكل شامل .

ثلاث عبد العزيز صالح